16 ساعات 44 دقائق منذ
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قدسية ملف أحداث سبتمبر 2013م!!
بقلم –
القضية العادلة لا تموت ولا تذبل بمرور السنوات، ولا تتأثر بعاديات الزمن، مهما حاول المجرمون طمس ملامحها ودفنها في التراب ودلقها في عالم النسيان فإنها تبقى دائماً في الذاكرة وتتراءى في الأفق وتخرج من الحُجب بقبس من نور الضمير الإنساني وناموس العدالة الربانية. وبذات المعيار تؤكد حقائق الأشياء أن سياج الصمت على الظلم والحيف لا يدوم طويلاً، بل يتهاوى ويتساقط أمام مطلوبات الجزاء العادل وصواعق الحق والحساب المبين.
تختفي قضية شهداء سبتمبر 2013م عن السطح وتخبو، ثم تعود إلى الواجهة من جديد، تتعثر كل محاولات إخراجها من الرزنامة الوقتية لكنها تنقض كالمارد الجبار من وهدة الغياهب المظلمة مثل كائن ضوئي يبسط نوره وضياءه الزاهي على المعمورة.
جاء في الوسائط الإعلامية أن لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان بالبرلمان طالبت وزير العدل بالمثول أمامها خلال الأيام القادمة، لمعرفة التطورات الأخيرة حول ملف أحداث سبتمبر 2013م التي راح ضحيتها ما يقرب من (83) شهيداً حسب التقديرات الحكومية، فالواضح أن اللجنة البرلمانية تريد مناقشة وزير العدل حول نقطتين.. الأولى الإلمام بما حدث حول الشكوى التي دفع بها محامو (19) من أسر الشهداء فيما يتعلق بحقهم من التعويضات والديات الحكومية.. والنقطة الثانية تتعلق بالأسر الرافضة للدية والراغبة في الإبقاء على قضاياها مفتوحة أمام القضاء.
القاعدة المنطقية المبنية على العدالة والنزاهة الأخلاقية لا تسمح بالتلكؤ الرسمي والصمت الواضح حول حسم ما تبقى من ملف شهداء سبتمبر، فالجرائم والمخالفات الفظيعة في القضية تتعالى على أي مسلك يحاول تهدئة الخواطر وتذويب مطالبات إحقاق عدالة السماء.. فالذين يحاولون قتل القضية وإضاعة ملامحها أمام عواصف الزمن لم يدر بخلدهم أن ملف شهداء سبتمبر 2013م معطون بقدسية ربانية وفرمان عرفاني: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم.. بل يزداد الألق الجميل حول وجوب الحسم والقسط بالميزان طبقاً لما جاء في الحديث القدسي حيث يقول رب العالمين: (إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
إذن ملف شهداء سبتمبر يستوجب العدالة والحسم من رب العالمين، لذلك جاءت قدسيته البائنة فماذا يفعل الذين يحاولون طمس هذه القضية التي تضرب في أعماق الشرع وخلجات النفوس وإيقاع الإنسانية.. ولا شك أن الذين قتلوا هؤلاء الضحايا كانوا يمارسون حقدهم أكثر من كونهم كانوا يدافعون عن النظام، فقد تبين أن إطلاق الرصاص كان على الرأس والبطن.. فهو قتل مع سبق الإصرار.. حتى لو قام هؤلاء الضحايا بعمليات الحرب وتلف الممتلكات، فهنالك توازن الحكم الإلهي والوضعي بين الجريمة والعقاب.
والله إنها لأمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة لمن لم يقم بحقها.. وكل ظلم مآله إلى زوال، لكن سيبقى الذنب بالإثم معلقاً في الرقاب يوم تُسأل كل نفس عما كسبت وكل مسؤول عن ما أضاع.
الذين قتلوا ضحايا سبتمبر 2013م بدم بارد لن يفلتوا من عدالة السماء إذا أفلتوا من عدالة الإنقاذ.. ولو كانوا يعلمون فالخير لهم في قصاص الدنيا قبيل مواجهة رب العالمين.