* صدق الإمام الشافعي عندما قال: “إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه؛ فإن ظهرت المصلحة تكلم؛ وإن شك لم يتكلم حتى تظهر”.
* وإن كان الإمام الشافعي يقصد أن الصمت أفضل ما لم تتطلب (المصلحة العامة) الحديث؛ فإن (الصورة) تكاد تكون (مقلوبة تماماً) ناهيك عن (عدم اكتمالها) عندما يتحدث الأخ الطاهر حسن التوم فيفضحه الكلام ويخسر كل مزايا الصمت حد التلاشي والذوبان، ناسياً أن (الكلام الإنشائي غير مدروس العواقب) ما هو إلا تهريج يفارق المنطق ولا ينال صاحبه سوى الهزائم والخسران؛ فالسكوت نعمة لأصحاب المواقف الهشة، دعك من أن للصمت بصورة عامة فوائد لا تحصى أهمها أنه (زينة من غير حُلي؛ وحصن بلا حائط؛ وهيبة من غير سلطان)..!
* كتبنا عبر هذه المساحة ثلاث مقالات بعنوان (النيل الأزرق وضياع حق الغلابة)؛ بينما أفردنا مساحة المقال الرابع كاملة لتعقيب رئيس مجلس إدارة قناتي النيل الأزرق و(S24) الوليدة السيد وجدي ميرغني؛ واتفقنا في نقاط أساسية واختلفنا في نقاط أخرى جوهرية وأغلقنا الملف وذهبنا للكتابة في مواضيع جديدة؛ ولكن يبدو أننا سنعود للكتابة عبر حلقات أخرى لتفنيد الردود..!
* قلنا في خلاصة تلك الحلقات إن قناة (S24) التي ينوي رجل الأعمال وجدي ميرغني إطلاقها في غضون الفترة القادمة بعيداً عن شراكته مع الدولة والشيخ صالح الكامل في قناة النيل الأزرق الفضائية ستصبح منافساً في سوق الإعلان، وأعتقد أن من لديه شراكة في مجال معين ويملك النسبة الأعلى من الأسهم ويسيطر على مفاصل العمل كحال وجدي مع النيل الأزرق يصبح من غير المقبول منه الدخول منافساً في ذات السوق ما لم يتحرر من الشراكة القديمة حتى لا تتسرب المخاوف لشركائه ناهيك عن تضررهم المباشر لوجود موظفيه في مراكز اتخاذ القرار بقناة الشراكة، أو على أخف تقدير عليه رفع يده من المفاصل الإدارية ووضع فقط من يراقب حقوقه في حركة الأموال والصرف والأرباح لأنه سيكون دائماً متهماً بأنه يعمل لمصلحة قناته (التي يملكها لوحده) على حساب قناته (التي يملكها مع آخرين) في ظل وجود أشخاص ولاؤهم (له كشريك) أكبر من ولائهم للقناة التي جاءوا إليها ووجدوها الأعلى مشاهدة بين جميع القنوات السودانية، فاختياره لهم تم بصورة مباشرة من خارج القناة وبلا تدرج وظيفي، وتعيينهم بواسطته دون الدخول في أي مفاضلة مع آخرين تقدموا لتلك الوظائف يجعل قلوبهم معلقة بما يريده منهم الشريك الذي كان سبباً في وجودهم؛ ويصبحون عيوناً تسهر على مصلحته الخاصة وإن لم يطلب منهم ذلك؛ مما يضاعف من مخاوف الشركاء الآخرين، خاصة وأن الوظائف التي تم الاستغناء عمن كانوا يشغلونها بمبررات قد لا يكون معظمها مقنعاً تعامل معها الناس باعتبارها رغبة (الشريك الأكبر) الذي اشترى أكثر من نصف أسهم القناة وجاء ليعمل على تطويرها؛ وإن رأى الناس أن ما يحدث الآن قد يقود للقضاء عليها وتدميرها.
* لم نذكر اسم الطاهر حسن التوم مدير (S24) في تلك المقالات الأربع من قريب أو بعيد حتى لا يتم اتهامنا بالتحامل على القناة الجديدة؛ لعلمنا التام أن مجرد ذكر اسم الطاهر في ظل الحديث عن (تضارب المصالح) وتجفيف النيل الأزرق لحساب قناة أخرى يُحسب على القناة الجديدة ويرمي بها في المحظور؛ ويعزز للناس المخاوف ويعتبر نقطة استراتيحية لضرب المشروع قبل أن يرى النور..!
* إن كان وجدي (قاسماً مشتركاً) بين القناتين بنسة 54% في النيل الأزرق وملكية كاملة في (S24)؛ فإن الطاهر الذي لديه أسهم خاصة به في القناة الجديدة يريد منا ألا ندافع عن (الحق العام) ويعمل على إقناعنا بكل براءة أنه سيكون حريصاً على حق الناس في النيل الأزرق، أكثر من حرصه في (S24) على حماية حقه الخاص!!!.
* لم نكن نريد للطاهر إضعاف مشروعه بالكتابة على صفحات الصحف؛ ولكنه فعل ذلك بكامل إرادته عندما رد علينا؛ ليزيح القناع عن وجهه؛ ويميط اللثام عن الغموض الذي اكتنف موقفه، وإن كان (صاحب المراجعات) ينادي في برامجه بكشف الحقائق وجرأة الحوار ويدعو لـ(اكتمال الصورة)، فإننا نريد (توضيح الصورة) أولاً حتى تكتمل قسماتها وأبعادها بشفافية وكي يتمكن الناس من رؤيتها من بعد ذلك واضحة وجلية..!
* منح وجدي ميرغني الأخ الطاهر أسهماً مقدرة في القناة الجديدة، وتركه أيضاً يدير أسهمه في قناة النيل الأزرق، وكان الأجدر بوجدي ألا يطلب من الطاهر أن يكون حريصاً على النيل الأزرق بـ(كل شركائها) أكثر من حرصه على إنجاح (قناة S24) التي للطاهر فيها أسهم ولو على حساب قناة الشركاء، و(تلك نقطة ضعف الفكرة المركزية)..!
* (الطيبة) هي تصديق نظرية الطاهر المتمثلة في أن وجدي ميرغني سيكون حريصاً على قناة فضائية يملك حوالي نصف أسهمها ويشاركه فيها آخرون أكثر من حرصه على قناته الجديدة التي يملك كامل أسهمها لدرجة أنه لا يكتفي بمنح الطاهر راتباً نظير إدارته ويغدق عليه الأسهم أيضاً، أما (الطيبة الشديدة) فهي تصديقنا أن الطاهر حسن التوم الذي لا يملك في النيل الأزرق سهماً واحداً سيكون حريصاً عليها أكثر من القناة الجديدة التي منحه مالكها أسهماً مقدرة، لذا فإنه يجب على الناس ألا يظلموا الطاهر وإن تعاقد مع أي شخص من النيل الأزرق للقناة الجديدة (التي يملك فيها أسهماً) وعلينا أن نقتنع بأن من تعاقدوا معه (كادر أقل من عادي) ولن يشكلوا إضافة للقناة الجديدة؛ وبالتالي هو ليس خصماً على القناة القديمة؛ ويجب على (أعضاء جمعية حُسن الظن) افتراض أن الخطوة التي قام بها الطاهر هدفها تخليص النيل الأزرق من (فائض العمالة) وإعطاؤها فرصة لتقديم كوادر جديدة..!
* يريد الطاهر إطلاق قناة فضائية جديدة ينافس بها النيل الأزرق وأخواتها، ويريد ذات الطاهر (من أجل منافسة شريفة وعادلة) بوصفه عضواً منتدباً، إدارة قناة النيل الأزرق باعتباره مسؤولاً عن أسهم وجدي ميرغني دون أن يعترض الشركاء، ليتحكم هناك في البرامج والتسويق والإعلانات؛ و(يا له من نوع مبتكر وجديد في كيفية التنافس بين الفضائيات)..!
* أكثر ما أحزنني في رد الطاهر تحقيره لنسبة الـ30% التي يملكها أبناء بلادي كحق عام؛ والنظر لها وكأنها (لا شيء على الإطلاق)؛ بل ولا تستحق حتى حمايتها والدفاع عنها؛ مع العلم بأن قيمة تلك الأسهم حوالي (مليون وخمسمائة ألف دولار) وواجب كل إعلامي بغض النظر عن (قيمة السهم) الدفاع عن الحق العام؛ ولكن يبدو أن ارتباط الطاهر بوجدي مؤخراً جعله ينسى أساسيات دور الإعلام فتحول فجأة إلى مستثمر وفقد حساسية الأرقام.
نفس أخير
* أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات!.