(لم نعتبرها إهانة فالرئيس الأمريكي نادرا ما يستقبل الزعماء الأجانب في المطار فور وصولهم إلى الولايات المتحدة).. ابتلع مسؤول أمريكي ريقه وعلق بهذه العبارة على عدم حضور الملك سلمان لاستقبال الرئيس أوباما في مطار العاصمة السعودية الأسبوع الماضي ليستقبله أمير الرياض ويقوده ووفده المرافق له إلى قصر خادم الحرمين بالرياض حيث استقبله الملك سلمان ورحب به واجتمع معه.
وبهذا يكون الملك سلمان قد طبق قانون المعاملة بالمثل مع أوباما (مفيش حد أحسن من حد) لأن خادم الحرمين كان في صباح نفس يوم وصول أوباما إلى الرياض قد استقبل عدداً من ملوك وزعماء الخليج في المطار قبل وصول الرئيس الأمريكي.
سلمان الحزم يلقن الغرب ما يحتاجونه من دورس مهمة من كتاب الندية والكفاءة الكاملة في العلاقات العربية مع الغرب، ولذلك فالرجل يستحق مقعد الزعامة التي تحفظ للعرب مكانتهم وتكسر قرن الاستعلاء الغربي.
ومع اختلاف وضعية العلاقات السعودية الأمريكية وعمقها وحجمها وأهميتها بالنسبة للولايات المتحدة لكن هذا لا يمنع حكومة السودان من اتخاذ ما يلزم من مواقف تحفظ للسودان مكانته كدولة ذات سيادة.
وبعد أن رفضت الولايات المتحدة منح وزير الداخلية الفريق أول عصمت عبد الرحمن ووفدا مرافقا له، تأشيرة دخول للمشاركة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حول مشكلة المخدرات العالمية، نقول من حق أمريكا أن ترفض منح تأشيرة الدخول للمسؤولين السودانيين الذين يقصدون البيت الأبيض في واشنطن حسب مستوى رغبتها في العلاقات الثنائية مع حكومة السودان ولكن ليس من حقها عرقلة مشاركات السودان في القمم والاجتماعات الدولية للمنظمات والهيئات الأممية التي يكون السودان عضواً فيها ويتم عقدها أو إقامتها في نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة ومقار الكثير من المنظمات الدولية التابعة لها.
وحين تصر السفارة الأمريكية بالخرطوم على تكرار التأخير أو الامتناع عن منح تأشيرات الدخول للمسؤولين السودانيين إلى الولايات المتحدة فإنه يستوجب على السودان تطبيق قانون المعاملة بالمثل دون تردد..
فمنذ سنوات ظللنا نسمع بمنع وفود برلمانية ومسؤولين سودانيين من الحصول على تأشيرة الدخول إلى أمريكا، بينما تحدثنا الحكومة باحتفاء عن وصول وفد من الكونغرس أو غيره من الوفود الأمريكية إلى السودان على طريقة (قشة ما تعتر ليك)..
وبرغم تشجيعنا المستمر للحكومة على تطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لكننا نعتقد أن تطبيق قاعدة التعامل بالمثل لو كان سيحرمنا من عسل أمريكا إلى الأبد ويعقد مسارات التطوير فلا حاجة لنا بهذا العسل ولا مرحباً بكأس حياة نتناوله بإذلال.
تحدثنا من قبل عن (شحتفة) أمريكا للسودان برفع الحظر الاقتصادي حسب مزاجهم واحتياجهم وطالبناكم بإيقاف تصدير الصمغ العربي الى أمريكا.. والآن نطالبكم بأن (تعزونا) وتحفظوا لنا قدرنا في تأشيرات دخول الأمريكان إلى بلادنا مهما تكن صفاتهم الاعتبارية الرسمية..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.