شكسبير الذي توفي منذ 400 عام وللآن يكتبون اسمه خطأ

وليام شكسبير، شاعر الإنجليزية الأكبر، تمر اليوم 400 عام على وفاته في 23 إبريل 1616 بمنزله في بلدة “ستراتفورد” البعيدة بجنوب مقاطعة “وركشير” في وسط إنجلترا 162 كيلومترا عن لندن، وبرغم مرور 4 قرون على رحيله، وبرغم شهرته كمؤلف 37 مسرحية وموشحات شعرية بالعشرات من الأروع، إلا أنهم لا زالوا للآن يكتبون ويلفظون اسمه بطريقة خاطئة، لأنه لا دليل يؤكد أن اسم عائلته هو شكسبير.

اسم عائلة صاحب عبارة “لساعاتنا في الحب أجنحة، ولها في الفراق مخالب” لم يكن shakespeare كما نعرفه بإنجليزية هذه الأيام منذ القرن العشرين فقط، لذلك لا تزال الحيرة باسمه وكيف كان مستمرة، كما المستمرة أيضا نظرية مدعمة بأدلة، بأنه لم يكن الكاتب الحقيقي لما وصلنا باسمه من تراث أدبي غني ومهم، إلى درجة أن رئيس وزراء بريطانيا الراحل، ونستون تشرشل، قال مرة: “لو خيرونا بين التخلي عن كل مستعمراتنا وقصائد شكسبير، لاحتفظنا بما تركه شكسبير”.

مع ذلك، لا يبدو أن “شكسبير” هو اسم عائلة المسرحي الشهير، وهو ما كان سيخيب العقيد معمر القذافي، القتيل في 2011 بأيدي مواطنيه، لو كان حيا، لأنه استند في 1989 إلى لفظ الاسم، ليؤيد نظرية قالها قبله عشرات، ممن اطلعت “العربية.نت” على أدلة بعضهم، بأن صاحب عبارة “الحب أعمى” ليس إنجليزيا، فزاد عليها القذافي ما استمده من اسم “شكسبير” اللفظي، ليستنتج بأن أصله عربي، وأن اسمه من كلمتين: الشيخ زبير.

“شيك يعني شيخ وسبـيـر يعني زبير، يعني الشيخ زبير”

ذكر ذلك فعلا أمام ليبيين سمعوه يشرح نظريته بإيجاز، فقال: “حاجة لا شك فيها ومعروفة. شيك يعني شيخ وسبـيـر يعني زبير، يعني الشيخ زبير، الشيخ زبير بن وليم، أو وليم بن الشيخ زبير، فالقضية محسومة لاشك فيها”. وقبله قال من يصفونه بأمير الأدب العراقي وأستاذ الأدب المقارن بجامعة بغداد، الدكتور صفاء خلوصي، الراحل في 1997 بعمر 80 سنة في لندن، ان “شكسبير” لا معنى لها بالإنكليزية ومعجماتها “لذلك فهو ليس إنجليزيا، بل شرقي الجذور، والده أو جده من أهالي البصرة واسمه الشيخ زبير” على حد ما كتب في 1961 بصحيفة عراقية، ووصل صداه الى “واشنطن بوست” الأميركية، فأتت على ذكره تهكما، ونقلت ما قال.

أما الأدلة بأن اسم عائلة الكاتب المسرحي الشهير، غير مؤكد تماما، فمنها أننا نجده “شيك- سبيرز” على غلاف طبعة ضمت بعض شعره، المعروف باسم “سوناتات شكسبير” وهي نوع من “الموشحات” ألف منها 154 قصيدة، وصدر بعضها في 1609 باسم مؤلفها Shake- Spears طبقا لما نجده في صورة للغلاف تنشرها “العربية.نت” الآن، وهي قبل 7 سنوات من وفاته، أي أنه كان على قيد الحياة حين صدورها، ومن غير المنطقي طباعة كتاب باسم مختلف، في ما لو كان اسم عائلته shakespeare فعلا.

هذه الوصلة بين Shake وكلمة Spears تكررت أيضا على غلاف 15 من أصل 48 طبعة رباعية فردية من مسرحياته، كما تم نشر 16 طبعة أخرى بلا اسم على الإطلاق، منها لأول قصيدة ألفها، وهي “فينوس وأدونيس” المعتبرة من المطوّلات، لأنها مكونة من 1250 سطرا، وكتبها في 1592 على ما يؤكده دارسوه، الا أن غلاف طبعتها في العام التالي، وتنشر “العربية.نت” صورته أيضا، كان خاليا من اسمه، ومن اسم أي مؤلف، بل Venus And Adonis فقط، وطبعها في 1593 معاصر له ومن بلدته وكان يعرفه شخصيا، هو Richard Field المالك ذلك الوقت مطبعة ودار نشر في لندن، وفق الوارد بموقع “ويكيبيديا” المعلوماتي.

أكثر من 80 طريقة مختلفة للفظ اسم شكسبير

ويحتارون باسم عائلته دائما أكثر، لأنه ورد Shaksper في بعض السجلات الأدبية، وورد أيضا Shaxxper في أخرى، والأغرب أنه ورد Shaxpur بإعلان عن إحدى مسرحياته، وكلها أسماء فيها لحن “بير” متقاربا بعض الشيء، لكن من يقم بزيارة لموقع History.com وهو أميركي “حنبلي التدقيق” سيجد الأغرب مدعوما بأدلة دامغة، تؤكد أن اسمه ورد Shappere في بعض الإشارات الأدبية بعصره.

أما الاسم الأغرب، فهو Shaxberd البعيد لحنه بشكل كبير عن “بير” المميزة اسم وليام شكسبير. ونجد في ما كتبه الموقع الأميركي، نصا ننشره أدناه كما ورد بالإنجليزية، ويشير الى أن مصادر في عصره بالذات كانت تلفظ اسمه الأخير بما يزيد عن 80 طريقة مختلفة
Sources from William Shakespeare’s lifetime spell his last name in more than 80 different ways, ranging from Shappere to Shaxberd. In the handful of signatures that have survived, he himself never spelled his name “William Shakespeare” using variations such as “Willm Shakspere” and “William Shakspeare” instead.

نقرأ في النص أيضا، أنه لم يكتب اسمه “وليام شكسبير” أبدا، ونجد ذلك في ما بقي محفوظا من تواقيعه، حيث كان يكتبه مختلفا في كل مرة، حتى اسمه الأول كتبه Willm وهذا كله أدى عبر القرون الى نشوء مدرسة شككت بشخصيته، وبأن الاسم كان غطاء لآخر.

وجعلوه سوريا من قرية بجبال العلويين

يعتقدون أن كاتب ما وصلنا باسم شكسبير، هو رجل وربما امرأة، على ثقافة عالية ودراية بتفاصيل حياة القصور والطبقات الفوقية قبل 4 قرون، لا كالذي ولد في قرية ذلك الوقت، بعيدة عن المدن وحضارتها، وليس في أي سجل ما يشير الى أنه درس في جامعة، إضافة الى أنه اختفى 7 سنوات بدءا من 1585 تماما، وكأن الأرض ابتلعته، ثم عاد في 1592 وظهر شكسبير الذي نعرفه، وكأن شيئا لم يكن.

وأحد الذين شمّروا عن سواعدهم، ونزلوا الى ميدان التأكيد بأن شكسبير عربي الجذور، هو الناقد السوري الدكتور كمال أبو ديب، أستاذ كرسي اللغة العربية منذ 1992 بجامعة لندن، ففي 2010 أصدر كتابا اطلعت “العربية.نت” على خبره “أونلاين” وسماه “سونيتات أو تواشيح وليم شكسبير” وقال فيه إن أصله يعود الى قرية صغيرة، مجاورة لبلدة “صافيتا” في محافظة طرطوس بجبال العلويين في الشمال السوري، وإن اسمه “الشيخ زبير” أيضا، وكل هذه التكهنات بسبب اسم عائلة غير أكيد.

العربية نت

Exit mobile version