الأدب السوداني في بانيبال
خصصت مجلة “بانيبال”، التي تصدر باللغة الإنجليزية من لندن، عددها الأخير للأدب السوداني، وضم هذا العدد ترجمات لأعمال سردية وشعرية ومقالات عن الأدب السوداني، كما اشتمل على حوار مع الناشر السوداني نور الهدى محمد أحمد.
مجلة “بانيبال” متخصصة في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية وتسليط الأضواء عليه، وتركز بشكل خاص على ما يمكن توصيفه بأدب الهامش العربي “اليمن، ليبيا، السودان، ودول المغرب”، وقد نجحت بالفعل في تقديم أعمال متميزة لكتاب هذه الدول في ملفات متخصصة عن الأدب المعاصر، مما أسهم في التعريف بأصوات جديدة وبتعدد المشارب الأدبية للكتاب الذين يكتبون باللغة العربية سواء في المشرق العربي أو مغربه.
في عددها الأخير المخصص للأدب السوداني، والذي سيخصص له أيضا نصف مواد العدد المقبل؛ نقلت المجلة ترجمات لأعمال شعرية وسردية لكل من: “أحمد الملك، حمور زيادة، رانيا مأمون، طارق الطيب، استيلا قايتانو، منصور الصويم، عبد الغني كرم الله، حامد الناظر، عبد العزيز بركة ساكن، طارق الطيب ونجلاء عثمان التوم، ومحمد جميل أحمد”. ويلاحظ تركيز هذا العدد على الأعمال السردية (القصة والرواية)، حيث نشرت فصولا من روايات ونصوص قصصية قصيرة للعدد الأكبر من هؤلاء الكتاب، مع نشر قصيدتين فقط للشاعرين نجلاء عثمان التوم ومحمد جميل أحمد، وربما يشهد العدد القادم ظهور أصوات شعرية أخرى.
من مقدمة المجلة، التي كتبتها الناشرة البريطانية مارغريت أوبانك، نقرأ: “هذا الملف الخاص بالأدب السوداني المعاصر حصيلةُ أشهر طوال من العمل التحضيري، مجلدات من المراسلات الإلكترونية ومحادثات السكايب، والعمل المشترك مع المؤلفين والمترجمين، والبحث الدؤوب عن عشرات من الأعمال الروائية والقصصية والشعرية. إننا نتطلع هنا، كما فعلنا في أعدادنا السابقة التي ركزنا فيها الضوء على آداب لم تنل حظها من التعريف بها مثل الأدب اليمني والتونسي والليبي، إلى تقديم ترجمات للأدب السوداني تجعله قادرا على لفت انتباه جماهير جديدة إليه في أنحاء العالم، وبالذات من خلال التشجيع والترويج اللذين يوفرهما هذا العدد”.
كما نقرأ: “على مدى السنوات القليلة الماضية واظب الكتاب السودانيون على اغناء المشهد الأدبي العربي بزخم متزايد من الأعمال، كما حصلوا على مواقع متقدمة في العديد من المشاريع والجوائز الأدبية العربية. فلوجود أغلبهم خارج بلادهم وإقامتهم في الدول العربية وفي أوروبا، أسهموا في خلق ما يشبه المشهد الأدبي السوداني الافتراضي، مشهد لا يمكن إخراسه أو فرض الرقابة عليه”.
جهد مقدر قدمته مجلة “بانيبال” والفريق المشرف على تحريرها وعلى رأسهم الكاتب والروائي صموئيل شمعون والناشرة الإنجليزية مارغريت أوبانك؛ سيثمر تأكيدا انفتاحا أكبر على الأدب السوداني حتى يحظى بموقعه المنشود.