* لم يكن رفض المذيعة سلمى سيد العام الماضي إكمال تسجيل الثلاثين حلقة التي وقعت عقداً مع قناة الشروق لتقديمها في شهر رمضان المعظم أمراً جديداً وغريباً، فالمذيعة المدللة لا تستطيع الإدارة أن تقول لها (لا)؛ حتى ولو كان الأمر يعرك أنف القناة بالأرض ويجعل طاقمها يهرول من (مسيد) إلى آخر لينتج حلقات (كاملة التصوف) يملأ بها الفراغ الذي تركته (سيدة القناة) ضاربة عرض الحائط بكل عقد واتفاق..!
* من الطبيعي جداً أن تثور إدارة الشروق داخلياً في لحظة نقض الاتفاق وترغي وتزبد، ولكن الإدارة نفسها تأتي في العام التالي طائعة خانعة للتعامل مع المذيعة المدللة (تحت مسميات فضفاضة) حتى تتعرض لصفعة جديدة، وعلى ما يبدو أن الإدارة لا تملك قرار الاستغناء عنها أو الاستعانة بها..!
* حزمة من التساؤلات الساخنة تخرج من خلفية الذهن كل عام لتتقافز على الورق منفجرة كنهر من لهب: هل المذيعة المدللة ماسكة ذلة على إدارة القناة لتأتي هذا العام متناسية كل الجراح وتقبل بورود اسمها في إنتاج تلفزيوني جديد يعيد الماسأة المتكررة؟، وهل هذا العجز الفاضح في حسم التعامل معها حولها إلى (صنم لا يرحم) في ظل إدارة (متساهلة) لا تعرف معنى الضبط والحسم والحزم؟، وهل السيدة سلمى بالفعل تمتلك كروت ضغط تجعلها تمشي على رأس القناة بحذائها دون أن يتفوه أحد بكلمة.. ومن أين تستمد هذه القوة التي تجعل الإدارة تفقد أمامها كامل هيبتها؛ وتصبح مادة كوميدية للتندر والتهكم والسخرية؟!
* ما حدث العام الماضي كان مهزلة لم تحترم فيها المذيعة القناة، وما بدر عنها في العام قبل الماضي عندما كانت تقدم حلقات (يا ملك) مع الفنان صلاح ابن البادية كان مسخرة بحق وحقيقة وإن تم قبول استقالتها آنذاك فسرعان ما عادت للعمل مع القناة من جديد رغم ما قالته في الصحف عن هشاشة الإدارة وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات بمعزل عن المؤثرات الخارجية؛ وهذا العام موعودون أيضاً بفاصل تحقير جديد لقناة هانت فسهل الهوان عليها..!
* مجموعة من الأصدقاء الموسيقيين حدثوني من قبل عن حادثة (حردان سلمى) وخروجها من الأستديو في برنامج (سكة وتر) تاركة الفنان حمد الريح في حيرة من أمره، واندهشت لتساهل الباشمهندس محمد خير فتح الرحمن مدير القناة مع تصرف كهذا خاصة وأن (السيدة سلمى سيد) هددت حينها بترك البرنامج والعودة للإمارات، وما لا يعلمه الكثيرون أن تلك المذيعة المدللة هي الوحيدة التي حققت لها الشروق ما تريد وتركتها في دبي، وكانت عندما تأتي للخرطوم لتسجيل برنامج يتم التعامل معها وكأنها في (مهمة عمل) وتصرف عليها القناة صرف من لا يخشى الفقر.. والسؤال الذي لا تستطيع إدارة القناة الإجابة عنه: ما هو العمل الذي كانت تقوم به سلمى في الإمارات حتى تعتبر تسجيلها لحلقات أحد البرامج بالخرطوم مهمة عمل؟..!!
* تملمُل العاملين في قناة الشروق من مذيعين ومذيعات ومنتجين ومخرجين من الطريقة الغريبة التي يتم بها التعامل مع سلمى طيلة السنوات الماضية لم يكن سراً، والأحاديث في هذا الشأن لا تنتهي أبداً، وظلت إدارة القناة آخر من يعلم..!!
* كانت المذيعة المدللة تمثل (خميرة عكننة) داخل الشروق طيلة السنوات التي عملت فيها بالقناة، ولا يمكن أن تأتي إلى الخرطوم لتسجيل برنامج من دون الدخول في صراع مع أحد زملائها يصل حد الخصام والمطالبة الرعناء (فلان دا أنا ما دايراهو في برنامجي.. وعلانة دي ما بتنفع معاي غيروها لي!!) والقناة التي تقول ديباجتها الخارجية: (هنا تبدأ المؤسسية ويجسد النظام أبهى صوره) تصبح مجرد (لعبة أطفال) في يد مذيعة لا يزيدها ما تقدمه الإدارة لها من تنازلات إلا مزيداً من الغرور والطغيان والاستبداد حتى تصل مرحلة سحق كل من يقف أمامها وسحله على الملأ، وزملاؤها يرددون (سمعاً وطاعة) ويتجنبون الدخول معها في (صراعات خاسرة) ويتحملون منها ما لا يمكن قبوله أبداً لضعف الإدارة و(حقاً المعايش جبارة)..!!
* لم تردع إدارة الشروق سلمى سيد عندما غادرت الخرطوم قبل بضعة أعوام رافضة إكمال تسجيل حلقات برنامج (سر الغنا) بعد دخولها في مشكلة مع زميلتها إشراقة الطاهر، وأكمل زميلها المغلوب على أمره معتصم محمد الحسن تسجيل بقية الحلقات وعادت (سلمى سيد الشروق) للإمارات وكأن شيئاً لم يكن..!!
* أغرى تساهل إدارة القناة سلمى بالمزيد من الاستبداد فدخلت في عام آخر في صراع مع زميلتها رشا إبان تسجيل (زورق الألحان) حتى تدخل الموسيقار محمد الأمين لاحتواء الموقف ونزع فتيل الأزمة، إلا أن المشكلة لم تنته بتدخل (الباشكاتب) ووصلت مرحلة عقد اجتماع إداري مع مدير القناة، وفعلت سلمى وقتها ما أرادت واشترطت من بعد ذلك ألا تجد اسم (رشا) في برنامج تسند إدارة القناة مهمة تقديمه لها.. وكثيرون تضمهم (قائمة حظر التعامل) التي تضعها سلمى مطالبة بعدم مشاركتهم معها في عمل، وعلى رأسهم رشا وياسر عوض وعمر حلاق الذي غادر القناة (والقائمة ممتدة حتى الآن)..!!
* كثيرة هي تجاوزات سلمى وما ذكرناه هنا ما هي إلا نماذج عابرة من مقالات قديمة؛ والأمثلة على مرمطتها لاسم القناة بالأرض لا حصر لها و(إدارة الشروق) ظلت تتفرج عليها وتضطر للتعاون معها..!!
* ليس مهماً أن تقبل إدارة القناة هذا العام تقديم سلمى سيد لبرنامج جديد و(كراعا فوق رقبتا)، ولكن المهم حقاً ألا تشكو القناة من الهوان هذه المرة، فقد تعودت على تجاوزات المذيعة المدللة و(أدمنت ذلتا)..!
نفس أخير
* (فاصل ونواصل) لعبة الهوان المر بعد غيبة، وكان الله في عون الإدارات (منزوعة الهيبة)..!