هنادي الصديق : نواب نائمون صائمون

* كنا قديماً نردد معجبين بالمثل القائل: (الغلبته مرته دقَّ حماته) في إشارة إلى خروج أمر الزوج من يده وسلطة زوجته التي فرضت عليه الصمت والبحث عن أقرب حيطة ليرمي هوانه عليها.
* تذكرت هذا المثل وأنا أقرأ خبر (لستنجاد) في تقديري الشخصي وليس مخاطبة لرئيس البرلمان إلى وزير المالية، يحثه فيها إلى لستصدار قرار بإلغاء التسهيلات لسيارات النواب، وكأنما عجز السيد رئيس البرلمان عن إيقاف فوضلا التسهيلات التي شبع منها نواب برلمانه الذين لا هم لهم سوى (لكتناز أموالهم) التي تخرج من جيب المواطن، لسيتفيدوا من كل التسهيلات الممنوحة لهم بلعتبارهم نواباَ لم يرَ لهم الشعب إنجازاً واحداً حتى الآن.
* فالسيد رئيس البرلمان وبالصلاحيات الممنوحة له كان بإمكانه وقف هذا العبث والفساد المسمى تسهيلات، وأن يكون هذا القرار صادراً من البرلمان نفسه قبل أن يخرج إلى وزير المالية في شكل (استعطاف).
* وكنت أتوقع أن يخرج السيد الرئيس بالمزيد من القرارات الإصلاحية في هذا الشأن من تقليل نفقات الضيافة البرلمانية على سبيل المثال، والمخصصات المحلية وفي الرحلات الخارجية، والتسهيلات التي يجدونها من سنام المواطن البسيط، حتى يعيد ثقة الشعب في البرلمان رغم الآراء السالبة عن الكيفية التي جاء بها هؤلاء النواب.
* دولة تسير بالمقلوب في كل شئ، نائب برلماني لا يفيد الوطن ولا المواطن، يجد تسهيلات في شراء سياراته في الوقت الذي يبحث فيه أحد أبطال السودان في الرياضة إيجاد وسيلة لإعفاء سيارته من الجمارك أو حتى تخفيضها، وحفيت أقدامه بين الوزارات دون فائدة، وهو أحد الذين رفعوا علم السودان عالياً خارجياً وعزف له السلام الوطني وسط عشرات الملايين من كل أنحاء العالم، بينما يجدها البرلماني وهو جالس في مكتبه يحتسي النسكافيه ويضع (رجلاً فوق رجل).
* مفارقة غريبة، ومقارنة مخلة، تؤكد أن بلادنا تعاني أيَما معاناة من (مصاصي دماء الشعب) الذين أتوا في غفلة من الزمن تحت مسميات مختلفة يدعمون الحكومة في كل خطواتها السلبية قبل الإيجابية، لا همَ لهم سوى الاستمتاع بإرهاق المواطن ونهب أي مليم يفترض أن يدخل جيبه أو يستفيد منه صحياً أو تعليمياً أو اجتماعياً، وهي أشبه بوعد من لا يملك لمن لا يستحق.
* الوطن والمواطن ينتظران من نواب البرلمان إدانة ما يحدث من ضرب وقتل وسحل للشباب الغض في جامعات كردفان والخرطوم، وينتظر من السادة النواب الكرام إدانة ما يحدث من جرائم في حق المواطنين العزل في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وشباب الجامعات.
* الشعب ينتظر ممن شبعوا واغتنوا باسمه أن يرفضوا الزيادات التي تتم على رأس كل ساعة دون زيادة موازية في المرتبات، وأن يقفوا في وجه وزير المالية وكل وزراء الفساد بدلاً عن التركيز والاهتمام بشراء السيارات والسؤال عن المخصصات والبدلات والسفريات.
* نواب نائمون وصائمون عن كلمة الحق، ناشطون وسبَاقون إلى المغانم والخيرات مالهم وما لغيرهم.

Exit mobile version