أسامة عبد الماجد : صبر الحكومة

لعل الطرفة الماسخة كانت من أحدهم على مواقع التواصل الإجتماعي معلقاً على ما شهدته شرق دارفور من أحداث إذ قال إن الاوضاع بكل ولايات دارفور بدأت في التراجع، وبشكل كبير وبالإمكان تصديق حديثه بعد حريق منزل الوالي.
* لكن الصورة كانت مغايرة تماماً فمساء أمس وعند التاسعة والنصف مساءً كان وزير الاستثمار الاتحادي مدثر عبد الغني يعرض مع والي جنوب دارفور ومعهم وزير الدولة بالصناعة مع فرقة البالمبو والتي كانت تردد في أغنيات الحماسة.
* أكمل المذكورون وعدد من وزراء المالية بولايات سنار، غرب دارفور وكسلا عرضتهم وافتتحوا معرض نيالا التجاري الاقتصادي في نسخته الخامسة.. بحضور كبير من شركات تجاوزت الخمسين .
* قد لا يصدق البعض أن ولايات دارفور تحتضن مناشط بعد غروب الشمس، لكن قيام المعرض في حد ذاته وفي هذا التوقيت يحمل عدة دلالات منها استتباب الأمن، إنتقال الولاية من مربع البحث عن الأمن إلى خانة التنمية كما قال وزير المالية بنيالا يوسف الحسين.
* ظلت جنوب دارفور تحرص على تنظيم هذا المعرض رغم جراحاتها وأنينها جراء الصراعات القبلية والتفلتات، التي حسمتها حكومة الولاية بـ (حُمرة عين) ، وحوار مجتمعي سبق الحوار الذي دعت له الحكومة.
* لكن المركز بدأ اكثر جدية ووزير الاستثمار يتابع تفاصيل قيام المعرض، ويحرص على حضور الإفتتاح، والذي غاب عنه نائب الرئيس – متوقع مشاركته في حفل الختام – الأوضاع في دارفور جد محيرة، التنمية تسير جنباً الي جنب مع حالات التفلت هنا وهناك.
*يمكن ان تري عربة تاتشر ومحمول على ظهرها (الدوشكا) ، ولكن بالمقابل سترى أيضاً جراراً مثلما شاهدنا في المعرض ينتظر مزارعاً.
*تفوقت جنوب دارفور على نفسها في الاستفتاء الإداري الذي جرى مؤخراً ، وتسابق الجميع للإدلاء بصوته ، وهاهم أهلها تسابقوا لحضور المعرض ، وهنأهم الوزير مدثر على حرصهم على المشاركة في التعبير عن رأيهم.
* ظلت دارفور تقدم دروساً للمركز، وسرعان ما تمحو الصورة السالبة التي يرسمها عنها أبناؤها المتفلتون والمتمردون، فتتمرد على ذلك الواقع بمثل معرض نيالا التجاري والاستثماري.
* أبدى والي شرق دارفور أنس عمر في حوار أجرته معه الزميلة الرأي العام أمس خشيته من نفاد صبر المركز على الولاية الوليدة، بعد توالي المشاكل وصراع أهلنا من الرزيقات والهبانية في الفترة السابقة .. سألت الوزير مدثر عن حجم مخزون (الصبر الإتحادي).
* جاءت إجابة عبد الغني من صميم عمله إذا قال لي (حجم الصبر أضعاف طيبة وكرم أهل دارفور، وبحجم طموحنا في الاستثمار .. قبل أن يؤكد أن المركز مع دارفور ولن يتخلى عنها)
* لكن دون شك فالمركز مطالب بمراجعة سياساته تجاه دارفور، وتغيير العقلية التي يفكر بها تجاه دارفور، وربما يستدعى ذلك تغيير بعض الوجوة مع العلم أن التفكير في حل مشكلة بذات الأدوات لن يأتي بجديد.
* نقول لجنوب دارفور ماقاله لها وزير الإستثمار (هنئياً لكم بمعرضكم)

Exit mobile version