ظهرت في الآونة الأخيرة فنون جديدة في عالم التسول، أفضت إلى دخول الكثيرين في سباق جمع الأموال، وبدلاً من (الشحدة) المتعارف عليها في المجتمعات الفقيرة، أدخل خبراء جدد أساليب جديدة تبعاً لإيقاع الحياة المتسارع، فدخلت التكنلوجيا المضمار من أوسع الأبواب. يرى البعض أن هؤلاء المتسولين سلاطين رحمة يقبلون صدقاتهم مقابل أن الدعاء لموتاهم أو مرضاهم أو من له غرض يرجى الله أن يقضيه له، فيكثر له من الدعاء، وأيضاً من يراهم مجرد هواة لجمع المال، فكثير منهم ليست له حاجة ماسة تجعله يقدم كفيه للناس، يسألهم حاجته، وبإلحاح في بعض الأوقات.
استغلال عطف وفي السياق، يقول عمر الشيخ – موظف – إنه لا يقوم بمنح أحد مالا حتى لو كان متسولاً، خاصة الذين يحملون أوراقاً مرضية وشهادات وفاة، فهذا لا يتعدى سوى استغلال من البعض، فيستخدمون تلك الأوراق سلاح استعطاف من أجل منحهم جنيهات. وأضاف: معظم الناس يخرجون للتسول حسبما علمنا مؤخرا، وهم عبارة عن جماعات تطرح نفسها في الطرقات نظير جباية أموال طائلة، وهذا لا يعني أن هناك أشخاصاً بحاجة ماسة بعد أن سُدت في وجوههم طرق العمل وكسب المال المشروع. وأردف: هناك أناس على درجة عالية من الاحتقار والاستعلاء في استخدام البعض من بينهم كبار السن والمعوقين في عملية التسول.
وبجانب كل ما ذكر، فإن لكل منا طريقة معينة في إخراج الصدقات وكيفية منحها لمن يستحقونها لأن الله ينظر بعمق أكبر مما ينظر به الإنسان. تسول إلكتروني وفي ذات الاتجاه، قال محمد عيسى – طبيب نفسي: التسول ليست حالات عادية بل أمراض نفسية سببها عادة الضغوطات المادية والنفسية أو غيرها، كما أنه ينقسم إلى قسمين هما التقليدي إذ ياتيك الشخص بنفسه ولا يقتصر على الموجودين في الطرقات أو المساجد أو المستشفيات، أما الآخر فهو متطور جداً، حيث أن التكنولوجيا دخلت المضمار، وبات بعض الناس يشرعون في استخدام أسماء وهمية يستترون خلفها، ويعرضون قصصاً غير حقيقية يتسولون بها.
وأضاف: هناك من يقع ضحية لتلك المافيا المحترفة. وأشار إلى أن البعض يستخدم صوراً ومقاطع مصورة تساعدهم في التسول باسم العائلات المتعففة. وأبان أن كل عشرة أشخاص تجمعوا باسم الخير يخاطبون عواطف الناس، الأمر الذي جعل الظاهرة في طريقها للانتشار عبر الأسافير ما لم تتحرك الجهات المعنية للحد منه. حالات غش من جهته، يقول عبد الرحيم الأمين مدير إحدى مجموعات الخير، إن هناك متسولين يقومون بأعمال كبيرة بما فيها تجهيز أوراق سفر إلى الخارج، مشيرا إلى أن هناك أصحاب قلوب نقية، وهناك من يشكك في مصداقية العمل لأنه بات إسفيريا، فبحجم وجود تبرعات مجزية، إلا أن هناك من يكون مستغلاً الأمر، كما قابلتنا الكثير من الحالات المزيفة أو من بحوزتهم أوراق مضروبة، كما يوجد بعض الأشخاص ليسوا ذوي حاجة كما يزعمون، ويجب علينا ملاحقة أصحابها لتأمين المجتمع من شرورهم وأفعالهم الإجرامية.
الخرطوم – درية منير
صحيفة اليوم التالي