(المريسة) أم الفودكا
*طالعت قبل سنوات ماضية بـ (استراحة محارب) بمجلة (الحوادث) البيروتية الأسبوعية مقالاً كتبه ديفيد بيشاي بعنوان (صواريخ الفودكا) لفتت نظري هذه الجملة:
*”وفي القرن التاسع عشر عندما قرر خديوي مصر إسماعيل باشا إرسال حملة تأديبية إلى السودان بقيادة ابنه إبراهيم، أغدق عليهم الأنصار كميات المريسة التي تكفي جرعة منها للإطاحة بالعقل، كما يشهد المجربون، فانقض عليهم الأنصار وأبادوهم عن بكرة أبيهم”.
*لا أدري من أين استقى كاتب المقال معلوماته عن هذه الحادثة التاريخية؟
*وما هذا الخلط والتشويش والتلفيق.. والتاريخ أمانة علمية؟
* لم نسمع عن أن الخديوي إسماعيل أرسل إلى السودان حملة تأديبية بقيادة ابنه إبراهيم؟
*وأي (مريسة).. وأي أنصار؟
*كلنا نعرف أن إسماعيل الذي قتل هو وأعوانه في نهاية أكتوبر عام 1922 في شندي بعد إهانته للمك نمر زعيم الجعليين ومطالبه المادية الباهظة..
*كلنا نعرف أن إسماعيل ابن محمد علي غير الخديوي إسماعيل الذي تولى ولاية مصر عام 1863 حتى عام 1879.
*حيث تنحى عن الحكم لابنه توفيق الذي كان أول حاكم مصري يُمنح لقب (خديوي)..
*أما إبراهيم المذكور في الحملة السالفة الذكر ليس ابناً لإسماعيل بل هو شقيقه..
*وتنفي حادثة قتلة في السودان إذ كان بالحجاز وقتذاك وحضر إلى القاهرة.
*ما راعنا أن الكاتب قد ذكر أن إسماعيل أُرسل إلى السودان في حملة تأديبية..
*وما هو معروف أن إسماعيل قرر العودة إلى مصر بعد أن نقل عاصمته من سنار إلى مدني نتيجة إلى المشاق التي واجهها.
*وتطلعه إلى الاستقبالات التي سوف تعد له في القاهرة احتفاءً بنجاحه في عزو السودان.
*أما ثالثة الأثافي في ذكر الكاتب لـ (الأنصار)!
*هل يقصد الكاتب أنصار المهدي الذي لم يولد بعد حينما قُتل إسماعيل بن محمد علي وأعوانه؟!
*أما عن المريسة.. فلنصمت!!
*ذاك الكاتب عندما كتب تلك الوقائع التاريخية..
*ربما كتبها وهو تحت تأثير (الفودكا)!!
أرجو الدقه
١.مقتل إسماعيل باشا كان عام ١٨٢٢م تقريبا
٢.فترة حكم محمد علي باشا كانت قرابة الأربعين عاما وليس 16
٣.مقتل إسماعيل باشا كان في المتمه وليس في شندي
عفوا مقتل إسماعيل كان في شندي