* طرحت من قبل حزمة من التساؤلات مفادها:
(هل الصوت الطروب وحده يمكن أن يمنح الساحة الفنية مغنياً يشكل إضافة حقيقية..؟؟ وهل ما نطمع فيه نحن كشباب هو ظهور عارض لمطرب يتجاوز الزمن سريعاً وتلفه خيوط النسيان أم فنان حقيقي يعبّر عن هموم وآمال وآلام جيل بأكمله..؟؟ أليس ما نحتاج إليه وننشده هو مطرب يدرك حقيقة أن الأغنيات تمثل وثائق للتاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي ويسعى عبرها جاهداً للتوثيق لحقبة زمنية عاشها قبل أن يعمل على تسجيل نبرات صوته وأغنياته..؟؟).
* هل الحنجرة الندية وروعة الأداء وحدهما يمكن أن تكونا جناحان يحلّقان بموهوب حتى يضعانه في صدر قائمة الفنانين..؟؟ أم أن الفنان أصبح مؤسسة متكاملة يتم التخطيط لها بدراسة وعمق وتروٍ حتى يتسنى له أن يكون صاحب تجربة مختلفة لها عميق الأثر وكبير التأثير..؟؟ ولا شك أن الجزئية الثانية من الاستفهام تمثل ملمحاً من تعريف الفنان الحقيقي وفق المتغيرات الراهنة والأمل المنشود وسقوف الطموح التي لا تحدها حدود..!!
* لا للمكابرة.. نعم لقراءة الواقع الفني جيّداً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فالخارطة الغنائية تغيّرت كثيراً واختلفت ملامحها وتفاصيلها، وظهرت أصوات جديدة بينما فقدت أخرى مقاعدها وتبدلت الأرقام في بورصة الذيوع والحفلات والصيت والانتشار وتداول الأغنيات..!!
* لم يعد الشريط هو الوسيلة الوحيدة لاقتناء الأغنيات بعد انقراض مملكة الكاسيت.. فمواقع الإنترنت وقنوات الأغاني وإذاعات الـ(إف. أم) قد تغنيك عن كثير من الألبومات شريطة أن يكون لك جديد غنائي مرغوب، فليس (بالأمنيات) وحدها يحيا الفنان..!!
* الواقع يا سادتي يقول إن مياهاً كثيرة جرت من تحت الجسر الفني بينما تظل كثير من الأصوات ثابتة في مكانها و(محلك سر)..!!
* أسماء كثيرة بالمشهد الفني تحتاج لمراجعة أنفسها وجرد حساب صادق ومحاسبة صارمة حتى لا يأتي اليوم الذي تعض فيه بنان الحسرة والندم.. أسماء معروفة في حاجة ماسة لمن يصب النصح الحارق في أذنيها حتى يبلل الخجل رؤوسها.. بورصة القراءات تشير إلى هبوط أسهم أسماء غنائية ذات وزن و(تدحرج) أسماء أخرى من الفنانين (بين بين).. أسماء لنجوم أفلت وأخرى صعدت ثم سريعاً ما هبطت شملها الطوفان والمد.. أسماء تحتاج للمناصحة حتى لا تكمل فواصل عملية الانتحار الفني التي دخلت فيها عن عمد وبلا قصد..!!
* امتلأت القنوات الفضائية بالغناء، ولكن ما أكثر المغنين وما أقل الفنانين..!
* كنت أود ذكر أسماء أولئك المطربين الذين يحتاجون للوقفة واحداً تلو الآخر ولكن ضيق المساحة وقف حاجزاً أمام العدد الكبير الذي شملته القائمة، كما أن حصافة القارئ تدفعنا إلى الحديث عن الحالات وتوصيفها فقط بينما نترك له مهمة ذكر وترتيب الأسماء (ولكننا لا نعدهم بعدم العودة للحديث حول هذا الموضوع بالأسماء.. أصلو نحنا ما مضمونين)..!!
نفس أخير
* ولنردد خلف جمال عبدالرحيم:
.. كان عمري إتناشر سنة..
شايل التقيلة مبكرة..
رحال بدون زاد لا متاع..
كان لي كتاب ومفكرة..
لميت شتات بعض الحروف..
وقرايتي تبدو مكسرة..
من قمت من بيتنا ومشيت..
بطاقتي صورة مصغرة..
شايل معاي شنطة صفيح..
حزمة هموم..
ولداً متين بقى للسفر..
والاغتراب والدردرة