> الذي يقرأ تاريخ الديمقراطيات الغربية المعاصرة ويرى ما بذل ما فيه من دم وتضحيات وأفكار لا يقدر هذه التضحيات الغاليات وحدها. ولكنه يقدر باحترام أكثر وتبجيل هذا الثبات الراسخ في أية خطوة حرية وارادة وبرنامج يشي باحترام الإنسان وتقديره ورعاية حقوقه.. ثبات يدخل في مفاصل الحركة المعرفية والسياسية والقانونية ويطال السلطات والسلطان، حتى اذا ما حاول أي تفرد تجاوزه أو تأويله لغرض غير مصلحة الجماهير وتوسيع مواعينها في الكرامة والحرية والاحترام، قامت الدنيا ونكست الأعلام وزلزلت الارض زلزالها.. ولذلك فإن أية خطوة في طريق الانتكاسة تقابلها ثورة عارمة تجحظ لها أعين المؤسسات والأفراد الذين لا يتطاولون عليها لأنها باختصار صنعتهم وهي القادرة على ازاحتهم لصالح المجموع ولصالح المفاهيم.