ذلك جزء من مخطط التقسيم، لسوريا: أن تبقى الجولان إلى الأبد، اسرائيلية.
نتانياهو- بكامل كابينته الحكومية- كان الأحد الماضي في الجولان.
الاجتماع، كان الهدف منه، أن يقول للعالم، مثلما تجتمع الحكومة الإسرائيلية، في تل أبيب، أو القدس، يمكن ان تجتمع، في الجولان.. الأرض واحدة: أرضنا!
نتانياهو قال وهو يضغط على أسنانه، بعد الاجتماع: الجولان أرضنا.. وسنبقى فيها إلى الأبد!
د. العربي، الأمين العام للجامعة العربية، كان في الوقت الذي كان فيه نتانياهو يتكلم، يلعب النرد، في واحدة مقهى ريش، وهو يفكر بين بين لحظة وأخرى، ماذا يمكن أن يشتغل بعد انقضاء ولايته الحالية في بيت العرب!
أبوالغيط، الأمين التوافقي، كان مشغولا، بتخييط زراير بدلته، وتلميع حذائه، واختيار الكرافت.. وكل لوازم الأبهة، التي سيدخل بها (الجامعة) ليلتقي لأول مرة المندوبين الدائمين!
عمرو موسى- الأمين السابق- كان كان- كعادته التليد- ينفث في دخان سيجاره الكوبي الفاخر، وهو يخلف رجلا فوق رجل، وه لا يزال يتحدث عن حالة(التشاؤل) التي يعيشها، وهو ينظر من وراء نظارته السوداء، إلى حالة الأمة العربية.
تسألني ياسيدي «أين حسن نصر الله؟».. هو الآن مشغول بالإبقاء على نظام فظائعي، ولو في جزء من سوريا.. صواريخه يا سيدي، تلك التي على مرمى قذيفة من الجولان، تتساقط الآن على طلاب الكرامة والعدل والحرية، في حلب وحمص، وفي ذهنه أن الجولان الأرض لو عادت لسوريا، لأنبتت ألف ثائر!
لا، لا تسألني ياسيدي-أرجوك- عن صاحب الكيماوي المقاوم، إنه الآن بات يحلم فقط، بكرسي رئاسي، في قصر على الطراز الإمبراطوري القيصري الروسي، على البحر، في اللاذقية!
تسألني: أين بقية العرب؟
آآآآه، سؤالك ذكرني بنكتة أميركية، انطلقت بعد 11 سبتمبر.. اليوم اشهر في التاريخ الأميركي المعاصر.
تقول النكتة: وقف أميركي وابنه الصغير، بعد عشر سنوات، في المكان الذي كان فيه البرجان.
قال الأب لابنه- وهو يعرفه على معالم المكان التي كانت- هاهنا يا ابني كانت ناطحتان، هما الأشهر في الدنيا؟
سأل الابن بشغف: وأين هما الآن، يا أبتاااااااه؟
قال الأب بحزن، مخلوطا بالتشفي: لقد دمرهما العرب، يا ولدي!
استشاط الابن غضبا، وهو يسأل: وأين هم- الآن- هؤلاء العرب، يا دادي؟!!!!!!!
(انتهت النكتة) وشر النكات، ما هي أشبه بالبلية- يا صحاب.. إنها تضحك!