قبل سنوات وفي إحدي الدول العربية ذات النشاط الكروي المشهور ..إقتحم مشجع متعصب إحدي الصحف الرياضية ..غافل الرجل طاقم الأمن ودلف الي الداخل ..لكن العناية الإلهية أنقذت أحد الصحفيين ..فقد كان الهجوم نهارا .ماجعل مخطط الرجل يخيب صنعا ..دوافع الرجل للهجوم حينها بتراجع أداء الفريق وهجومهم غير المبرر علي اللاعبين وتحميلهم المسئولية والمطالبة الصريحة بشطبهم ..فهم بظنه هم الأجدي خبرة ومهارة في الساحة إذا أبتعدوا عن الإعلام وتأثيره السالب..
ذات الهجوم الوحشي تكرر في واقعنا ..فقد بات للتعصب أقدام تسير بين الناس ..ومشجع يقتحم صحيفة رياضية ويعيد تكرار ما جري بإختلاف الدوافع والأسباب الا انها ولو أختلفت في المنطلقات الا ان مكمن الخلل يبقي في ذلك الإعلام الذي دفع بالمشجع لعمل ما يعتقد أنه الصواب في الإعتداء والإصلاح ..
ولعل الأزمة الناتجة .وإن كان للإعلام الرياضي كفل منها وكبير.الا أن الواقع بات ينذر بشر مستطير مالم يتم تداركه ..فروح التمايز والتعصب التي ولجت ذلك الضرب من الإعلام قد غذيت بمفردات التعصب الدخيل فأصبح طائفة القراء والمشجعين لايبصرون ولا يشجعون الا بأقلام أولئك ..فتعددت المخالفات الصريحة التي نبه لها العقلاء حتي لا تستشري ويتحول تسامح المجتمع الرياضي الي بركان لأتهدأ ثورته أبدا بل و يضع الجميع أيديهم علي قلوبهم وجلا من أن ينفجر لك البركان المغذي بمفردات العصبية في اي لحظة فيقضي علي أخضر الرياضة ويابسها فلا يستقيم ذلك الواقع أبدا ..
ولعل رئاسة الجمهورية قد فطنت لذلك الداء متأخرة ..وهي تشير لمواطنه .فكان حسمها صريحا بتوجيه وزارة العدل لحسم تلك الفوضي ووضع الهناء في مواضع النقب ..فقد أوشكت الإعلام الرياضي أن يحيل تسامح الرياضة المألوف الي عرصات العنف والعصبية والتنازع الدائم ..ونسوا ان الرياضة انما هي رسالة وسلوك وتحضر وليست منابرا للتهاتر والتمايز الدخيل الي بات يتسرب الي الأخلاق فيفسدها والي معاني التشجيع فيحيلها الي التنازع والخصومة وحتي لمعاني الأمن القومي فيحيلها الي الإستهتار والبوار ..
لذا أمام ذلك الأعلام غابت دهشة كل غريب في الأفعال والسلوك ..وبات للجريمة بفعل ذلك الخطل ألف باعث وسبب..لم يعد غريبا ان يقتحم مشجع حرم صحيفة فيعمل فيهم الجرح والطعن ..ان تشهد المدرجات صراع دموي بين المشجعين ..أن يتعدي بفعل التمايز والعصبية الأخ علي أخيه والمشجع علي مناوئه .لأن كل واحد يبتغي لفريقه الغلبة ولو كانت بأسكات الخصوم وإفحامهم بكل غث وسمين في القول والتشجيع ..
الأزمة في ظني هي أزمة إعلام ..فالإعلام هو الذي يصنع الوعي وليست العصبية البغيضة التي تثير كوامن التنازع والخصام ..فقد لعب الإعلام في مصر القريبة علي وتر العصبية فكان ماجري من مآل لايزال المصريون يتحسرون فيه علي الأيام الخوالي والتي أحيلت الي هامش الزكريات .فقد بات العنف مرادف لكل تجمع لروابط المشجعين وبات الرياضة عليلة لايزكرها الناس الا ويزكرون الموت والدم والدمار الشامل ..
نحتاج لأن ننأي بواقعنا من أن ينجرف لدركات العنف ..ينبغي ان نحافظ علي ذلك التسامح ان لا نغذي أواره حتي لا نفقده ونبكي علي تله زكريات جميلة من التشجيع المثالي والسلوك الرياضي والصورة الزاهية ..علينا ان ننشر المفردات الوطنية ان نتفق علي الحد الأدني في التشجيع وخلع عصبية الإنتماء ان نفرح لأنتصار خصمنا بدعمه وتحويل الدفة لتشجيعه لا محاولة النيل منه وتزكية روح العصبية المقيتة .ولكنا بتنا نري الثانية واقعا ..فكان طبيعيا ان يكون ذلك عاقبة ما بتنا نخاف منه ونخشاه ..