* تفاجأ الكثيرون حول العالم من المشاهدين بإقدام قناة الجزيرة على قطع بث حلقة (شاهد على العصر).. في أولى نسخها التي تستضيف الراحل الترابي.. وهي تعلم بأن الملايين حول العالم قد تسوروا شاشتها لمتابعة حلقة البرنامج التي سبقتها عمليات تسويق وترويج!!
* والجزيرة وهي تقرر قطع بث حلقة البرنامج المحضور.. سيما في حالة (شهادة الراحل حسن الترابي) وما سبقها من عمليات تشويق.. لم تضع القناة ولو (اعتبار مجاملة) لمقدم البرنامج الأشهر أحمد منصور.. وما أدراك ما أحمد منصور!! فضلاً عن خاطر لجمهور المشاهدين.. فلا كبير هنا على خط سير سياسة الجزيرة التحريرية!!
مع إن متابعة الشأن الليبي الذي خرجت إليه الجزيرة تاركة المشاهدين يتوسدون حيرتهم!! كان يمكن ملاحقته عبر (الجزيرة مباشر).. فيبدو – والحال هذه – كما لو أن القناة القطرية بهذا التصرف تود أن تؤكد المثبت سلفا بأن الممولين هم لا غيرهم من يفرض إرادته!! وليسوا المحررون مهما كبر شأنهم!! فلو أن قناة أخرى غير الجزيرة.. لفكرت ألف مرة قبل الانصراف عن برنامج أشهر صحفيها.. غير أن القناة لم يطرف لها جفن ولم تهتز لها شعرة، وهي تحرج أحمد منصور نفسه قبل أن تحرج جمهورها!!
* ومن معالم سطوة قناة الجزيرة ما دار من جدل حول بث حلقات هذا البرنامج نفسه.. بحيث يذكر في هذا السياق.. الرحلات المكوكية التي قيل إن جهات من الحكومة وأسرة الراحل الترابي والمؤتمر الشعبي.. قد قاموا بها إلى الدوحة بغرض إثناء القناة عن بث حلقات البرنامج.. التي يتوقع الكثيرون أن تكون لها آثار سالبة على مجمل المشهد السياسي السوداني!! نظرا لجرأة الراحل الترابي التي ستتفاقم لا محالة وتحتدم أكثر كون الرجل بين يدي الله سبحانه وتعالى.. وهو يتحرى لحظتئذ رضا رب العباد دون النظر لأي اعتبارات سياسية وموزانات دنوية!!
* ومصادر الأخبار ذاتها قالت إن تلك الجهود لم تنجح، وهي تصطدم (بعناد القناة واصرارها)!! ذلك برغم ما يجمع بين الإمارة القطرية والدولة السودانية من علاقات مميزة.. فرجعت وساطاتنا على متن الجملة السودانية اللئيمة (سجن سجن غرامة غرامة)!!
* وقد يقول قائل إن الحلقة قد أعيد بثها في اليوم التالي.. غير أن الإعادة قد تمت في وقت ضعيف المشاهدة كون جمهور المشاهدين مستغرقين في الصباح الباكر في مزاولة أعمالهم ومستوعبين للآخر في قضاء حوائج أسرهم!!
* من يخبر الجزيرة بأن كل القنوات العربية أصبحت (جزيرة أخرى)!! وهي تستخدم شفرة (الاتجاه المعاكس) وتخرجها عن سياق دهشتها!! بحيث لم تعد الجزيرة كيوم دهشتها الأولى وصدمة جرأتها.. التي خرجت بها قبل عقد ونصف من الزمان العربي المتسارع الخطى والخطايا!! فقد تلاحقت كتوف الفضائيات العربية الكتف بالكتف والحافر بالحافر والرأي بالرأي الآخر!!
* هنالك فرصة بأن تقفز الجزيرة إلى مربع آخر تبتكر فيه نقلة نوعية أخرى للتميز ثانية!! أو أن تموت بتقادم برامجها التي أصبحت مملة بفعل التكرار والاستنساخ!! وإلى ذلك الوقت على الجزيرة أن تتواضع قليلا وتحترم عقول ومشاعر مشاهديها المتراجعين حول العالم.