ما عادت المفاجآت كما كانت، تفاجئ أحداً، وما عادت الدهشة ترتسم على الوجوه، فنحن في زمن انقراض المفاجآت، وانتحار الدهشة، كل شيء أصبح متوقعاً وعادياً، حتى وإن كان الطاهر حسن التوم عضواً في مجلس إدارة قناة النيل الأزرق، وفي ذات الوقت رئيساً لمجلس إدارة قناة (السودانية 24) الجديدة والتي تستعد لمعانقة الفضاء قريباً، ليس هناك عجب في أن تقوم قناة السودانية بالعمل على تجفيف قناة النيل الأزرق من مذيعيها ومذيعاتها وتخيير الأفضل والأشهر منهم، عادي في زمن الطاهر، الذي حدثنا من قبل عن استديوهات وعن آليات حديثة ومعدات حديثة خاصة بالنيل الأزرق، وكيف أنها ستكون شبكة قنوات متخصصة، قبل أن تطالعنا الأخبار بتأسيسه لقناة جديدة، الشيء الذي جعل أكثر من علامة استفهام تتراقص أمام مخيلتنا: كيف للأخ الطاهر أن يكون المسؤول في قناتين متنافستين في آن واحد؟ وكيف له أن يحدثنا عن ثورة تطوير شاملة لـ (النيل الأزرق) ثم تحدثنا أعماله عن محاولة تحريره شهادة وفاة للقناة العريقة، وماذا يعني عندما تقوم قناة الطاهر الجديدة باستقطاب أعمدة الشاشة في قناته القديمة للعمل بها، إنها أسئلة لا نظن أننا سنجد لها إجابة، ولا نظن أن مع الأخ الطاهر حسن التوم ستكتمل الصورة في يوم ما، لأن الواضح أن الأخ الطاهر ومنذ أن ظهر كمسؤول صاحب كلمة، كانت قراراته غير مبررة وغير واضحة المقاصد، وأنا واحد من الذين جلسوا إليه واستمعوا لوجهة نظره في كثير من الأمور التي تخص قناة النيل الأزرق، وكتبنا حينها أن معظم ما قاله لنا لم يكن مقنعاً.
وإذا قلنا إن من حق قناة (سودانية 24) أن تستقطب للعمل فيها كل من ترى فيه الكفاءة، فلماذا الهجمة على (النيل الأزرق) تحديداً؟ وإذا قلنا إن من حق الأخ الطاهر أن يؤسس لقناة جديدة، فماذا عن أسرار وخطط (النيل الأزرق) التي بطرفه باعتباره من قادتها، وعضوا بمجلس إدارتها، والسؤال الأهم: هل ستنقطع صلة التوم بالنيل الأزرق أم سيكون كما كان الناهي والآمر وصاحب الكلمة الماضية فيها.
أقولها بصراحة إن ما يحدث شيء غريب، وغير مفهوم ولا معلوم، ولا ندري ما هو موقف الشركاء في قناة (النيل الأزرق)، وماذا ستكون ردة فعلهم، وهل ستكون (السودانية) مع قناة (النيل الأزرق) مجرد (شقيقتين) يجمعهما التعاون المشترك أم (ضرتين).
ألم أقل لكم إن زمن الدهشة قد ولى، وأن المفاجآت حزمت حقائبها وودعت حياتنا.
خلاصة الشوف:
مع الطاهر حسن التوم (مش حتقدر تغمض عينيك).