اقتحم مسلحون قبليون، مساء الإثنين، منزل والي ولاية شرق دارفور بالضعين وأحرقوه بالكامل وقتلوا الحراس، بعد يوم واحد من تجدد المواجهات الدامية بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا.
وهاجمت مجموعة مسلحة من حركة “السافنا” ـ ضمن الترتيبات الأمنية ـ المحسوبة على قبيلة الرزيقات منزل الوالي أنس عمر، الذي غادر ظهر الأحد إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور للمشاركة في ورشة نزع السلاح والسيطرة على الأسلحة الخفيفة.
وسقط 3 قتلى نظاميين ضمن الحراسات الأمنية لمنزل الوالي بعد أن بادلوا المعتدين النيران، كما شهدت اطراف مدينة الضعين اطلاق كثيف للقذائف.
وأحرق المهاجمون منزل الوالي وثلاث سيارات “لاندكروزر” مخصصة للحراسة، احتجاجا على مقتل قائد ثاني حركة السافنا في اشتباكات مع المعاليا في منطقة “تور طعان”، كما استولى المسلحون على ثلاث سيارات أخرى بعد أن أجبروا الحراس على تسليم أسلحتهم.
وقتل 12 شخصا وأصيب 9 آخرين في اشتباكات عنيفة اندلعت، الأحد، بين مسلحين للرزيقات والمعاليا، بعد أن نصب مسلحون من حركة “السافنا” كمينا لفزع من قبيلة المعاليا كان يتتبع آثار أبل مسروقة بمحلية “ياسين” في ولاية شرق دارفور.
كما أحرقت ذات المجموعة سوق منطقة “تور طعان” وخمس قشارات للفول السوداني بعد نهب السوق بحجة أن أهالي المنطقة متآمرين مع فزع المعاليا لتصفية أبناء قبيلة الرزيقات في حركة السافنا.
وأحرق المسلحون سيارة المدير التنفيذي لمحلية الضعين، قبل أن ينسحبوا من منزل الوالي لتسيطر عليه الأجهزة الأمنية، التي تطارد وحدات منها المهاجمين حاليا.
وتم إجلاء أبناء قبيلة المعاليا الدستوريين والموظفين بالضعين منذ وقت مبكر من ليلة الأحد بعد مقتل قادة حركة السافنا الى محلية عديلة.
وفي وقت لاحق من ليل الإثنين، قال والي شرق دارفور أنس عمر، إنه تم احتواء الموقف في مدينة الضعين بعد أعمال عنف واسعة قتل خلالها نظاميين إثنين.
ونفى الوالي في تصريح صحفي بالفاشر، أن تكون الأحداث في ولايته صراعا بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، موضحا أنها اشتباك بين “العقارية” ومجموعة من الرزيقات بسبب “فزع” ما أسفر عن 15 قتيلا من الطرفين.
وقال إن أحداث الضعين وقعت بعد عملية دفن القتلى في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور حيث ذهبوا لأداء العزاء بالضعين وبعد ذلك نتجت الأحداث، موضحا أنها حصرت في أضيق نطاق.
في ذات السياق أصدر “شباب الرزيقات” بيانا، مساء الإثنين، اتهموا فيه حكومة ولاية شرق دارفور بالإنحياز لقبيلة المعاليا.
وطالب البيان بإقالة والي الولاية فورا، وأن يسلم المعاليا الجناة منهم للشرطة، وأدان ما أسماها “عمليات التصعيد” التي بدرت من الهيئة الشبابية لأبناء عديلة وأبو كارنكا، مؤكدا التمسك باتفاقية مروي.
ويعود صراع تاريخي بين الرزيقات والمعاليا إلى العام 1966 بسبب نزاع حول ملكية أراضٍ “حاكورة”، ووقعت عدة صدامات بين القبيلتين راح ضحيتها ألاف القتلى والمشردين، كان آخرها في مايو 2015 وفشلت عدة مؤتمرات صلح، أشهرها مؤتمر مروي العام الماضي.
سودان تربيون