عندما اتصل علي الأخ “خالد ثابت” مستشار الإعلام بالسفارة الإثيوبية لزيارة إثيوبيا ضمن وفد إعلامي، حاولت الاعتذار بحجة أن السادس عشر من أبريل الجاري هو الاحتفال بالعيد الرابع لصحيفة (المجهر) وكررت اعتذاري، ولكن أقنعني بأن العودة ستكون ظهر نفس اليوم، فوافقت على ذلك. في نفس يوم الاحتفال كان الإعلان عن شهادة الأساس، وكان ابني “عمر” ضمن الطلبة الممتحنين ورغم تفوقه الدراسي، ولكن مر بظروف جعلته يكره المدرسة وكل أساتذتها، ولكن في صمت كان مدير مدرسة الرياض النموذجية الأستاذ “حمزة الفحل” أكثر صبراً واحتمالاً لحالته، كنت أخجل عندما آتي إلى المدرسة وأشرح له ظروفه يقول لي عارفنه من الطلبة المميزين، وما حصل له خارج عن إرادته، وهذا في النهاية ابننا ومن حقه علينا أن نتحمل ظروفه. كنت اصطحبه للامتحانات الشهرية وكان يذهب بدون مذاكرة وكان محافظاً على مستواه حتى الامتحان التجريبي أدخلناه لكسر الحاجز النفسي، فدخله وصحيح مستواه نزل شديد، ولكن ما بين 190 – 192 درجة ظل لخمسة أشهر لم يذهب إلى المدرسة ولا يذاكر بنفسه إلى أن أعاد الثقة في نفسه الأيام الأخيرة قبل الامتحانات. وكان الفضل في كل ذلك يرجع إلى الأستاذ “حمزة الفحل” ومعظم الأساتذة الذين لم يحسسوه بأنه غائب ويمكن فصله عن الدراسة ونشكرهم جزيلاً على ذلك. في يوم إعلان النتيجة قلت هل ستكون الفرحة فرحتين بنجاح الابن “عمر” والاحتفال بعيد (المجهر) وكنت في حالة من التوتر إلى أن هبطت الطائرة مطار الخرطوم، فأجريت اتصالاً بوالدته قبل أن نخرج من الطائرة والخوف يمتلكني، قلت لها طمنينا قالت لي مبروك مبروك أكثر من (200) درجة حصل عليها “عمر” رغم ظروفه وغيابه خمسة أشهر عن الدراسة، قلت الحمد لله الفرحة بقت فرحتين. فخرجت من المطار إلى صحيفة (المجهر) للمشاركة في الاحتفال بعيدها الرابع وإيقاد شمعتها الخامسة، فرحت فرحاً شديداً ووجدت الاحتفال في نهاياته وبدأ الضيوف يهمون بالمغادرة ووجدت عند الباب الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” والأستاذ “سعد الدين إبراهيم” والشاعر الكبير “هاشم صديق” ومعظم الزملاء المحررين.
الأخ “يحيى شالكا” وقف لالتقاط صورة تذكارية للمحررين فدخلت فيها حتى لا يفوتني شرف المشاركة وسط صيحات المحررين بسلامة العودة.. (المجهر) تعد واحدة من المدارس الصحفية مثلها ومثل صحف (الأيام) و(الصحافة) في عهدها الذهبي، وساعد في تبوئها هذا المركز قائدها الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس الإدارة ورئيس هيئة التحرير والمدير العام. كان البعض كثيراً ما يسألوني كيف تعيش مع “الهندي” هذا رجل صعب، فكنت أقول لهم وأنا صادق والله العظيم أربع سنوات لم أسمع منه كلمة مسيئة أو مشينة أو غير لطيفة، يحترمني غاية الاحترام ويقدرني تقديراً أخجل منه، وظللنا نتعامل كإخوة وكزملاء ليس رئيساً أو مرؤوساً، كان تعاملنا مع كل الزملاء واحداً وهذا سر نجاح المؤسسة، لم أدخل عليه لمساعدة شخص وقد ردني أو رفض طلبي، لم أحدد مرتبي ولم أطلب أي امتيازات، وإذا سافرت كان يقدم لي نثريات السفرية بالزيادة رغم اعتذاري لكثير من السفريات.
(المجهر) تعمل كتيم واحد وبلا حساسيات كما شاهدنا في كثير من الصحف، كل الصحيفة هم رؤساء تحرير كلهم يعملون لتكون في الصدارة وهذا ما ميزها وجعل كل القراء يقبلون عليها، نداعب المحررين والمصممين ونقدم لهم الحلوى ونسمع الثناء من القراء وهم يقابلوننا في الطرقات وفي الأسواق، وحتى في زيارتنا لأديس وجدت شخصاً سلم علي سلاماً حاراً فلم أعرفه، فقال لي أنا من قراء (المجهر)، لقد أضافت (المجهر) لاسمنا الكثير.
فائق التهنئة لرئيس مجلس الإدارة ولكل الإخوة مدير التحرير، مساعد رئيس التحرير والمستشارين “يوسف عبد المنان” و”عادل عبده” وعمنا “موسى يعقوب” و”أبو العزائم” و”سعد الدين “ونضال” و”هناء” و”أم وضاح” و”دقش” وكل رؤساء الأقسام والمحررين.. وعقبال مليون شمعة ولكل القراء اللاعب الأساسي لها.