الحرب! بشاعة وخسارات فادحة
* الحرب بكل بشاعاتها وخسارتها التي لا تبرأ جراحها المادية والمعنوية إلا بعد فترة طويلة..
* هي سلاح فتاك لفناء البشرية..
* وباستثناء الذود عن الأوطان فهي الوحش غير الطبيعي الذي يلتهم الأرواح ويكبد الخسارات الفادحة في المعدات والعتاد.
* بجانب الصدمات النفسية والعصبية التي تترسب في أعماق الأجيال..
* إن كانت الأفلام السينمائية قد تناولت هذا الموضوع من زوايا متعددة تقشعر لها النفوس..
* فإن ما يحدث في الواقع الآن من حروب نشاهد مشاهد منها مبثوثة في أخبار الفضائيات، تفوق بشاعة حروب الأفلام..
* حظيت قبل فترة بمشاهدة فيلم (إنقاذ الجندي رايان) بإحدى القنوات الفضائية..
* والفيلم كما هو معروف نال العديد من الجوائز ومنها (الكرة الذهبية) وجوائز (أوسكار) كما تصدر قائمة أفضل الأفلام في عام 1998م وإيراداته وقتها تجاوزت المائة والثمانين مليون دولار..
* ولم لا ينجح هذا الفيلم ومخرجه ومنتجه سبيلرج مخرج الروائع وهو مؤلفه أيضاً..
* لعب فيه الممثل المعروف توم هانكس دوراً بارزاً ومؤثراً (الرقيب جون ميلر)..
* وقام بدور (رايان) الممثل صاحب الأدوار المتميزة (مات ديمون) وإن كان دوره قصيراً في الفيلم..
* بيد أنه أثبت براعة في مزاوجة مشاعره، بين (الابن) المطلوب عودته إلى الوطن، وبين مسؤوليته في الحرب كجندي..
* الفيلم من الأعمال المتميزة التي تناولت الحرب العالمية الثانية (1945-1939) والتي حدثت فيها مذابح تسببت في حصد أرواح لا تحصى وخراب ودمار..
* حرب غيرت الحدود والملامح السياسية للعديد من الدول آنذاك، وكانت حرب مواجهة وإبادة بشعة بين جنود الحلفاء والجنود الألمان..
* مع أول لقطة من الفيلم أمريكي طاعن في السن يتحرك وسط مقابر تمتد بامتداد البصر والشواهد على القبور كأنها كتيبة ضخمة لا حصر لها من الجنود يقفون في حالة تأهب واستعداد!
* مما يؤكد براعة حركة الكاميرا للمصور جانوس كامينسكي..
* يقف الكهل جيمس رايان (مات ديمون) أمام شاهد قبر..
* ويركز المصور على عينيه وتنطلق منها الأحداث على طريقة (الفلاش باك) الاسترجاع.
* في مكتب جنرال معه اثنان من مساعديه تجيء رسالة من الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن..
* يعزي امرأة في استشهاد أربعة من أبنائها في الحرب..
* وعلم الجنرال من تقرير آخر أن للمرأة ابنا خامسا أيضاً فقد في إحدى الغارات الجوية، داخل الأراضي الفرنسية.
* وقد رأت القيادة العليا البحث عن هذا الابن الخامس الجندي رايان..
* وأوكلت المهمة إلى الرقيب العسكري جون ميلر وكتيبته المكونة من ثمانية رجال..
* من هنا بدأت مشاهد الحرب بدءاً بمعركة (نورماندي) الشهيرة على الشواطئ الفرنسية..
* حيث دوي الأسلحة الفتاكة الأرضية منها والمحلقة في الفضاء..
* ونيران مشتعلة في جميع الجهات..
* وقتلى وجرحى وأشلاء متناثرة هنا وهناك..
* وموجات البحر عبارة عن دماء تصبغ الشواطئ بلونها..
* وصرخات وعويل.. دماء وأشلاء.. دماء وأشلاء!!