أخطر، ما في مواقع التواصل الاجتماعي، في عالمنا العربي، انها نزعت الحياء، من الناس!
يتكتك (واتسابك)، تفتحه لتفاجأ بنكتة سفيهة، أو صورة خليعة، أو شريط داعر.. لا يمر وقت إلا وتنهال عليك كل هذه (الفواحش) من اناس آخرين!
الحياء، نعمة.. يفرضها علينا ديننا، وتفرضها تربيتنا.. ولكن، أين نحن الآن من كل ذلكم الحياء، وهذه الهواتف الذكية، قد دخلت بيوتنا من اوسع أبوابها، وصارت جزءا من حياتنا، وحياة اطفالنا؟
يلح عليّ السؤال: الأدمغة التي صنعت تلك الثورة الهائلة في مجال الاتصالات، كيف هو شعورها، وهي تكتشف ان كل هذه الثورة قد تم تجييرها، إلى غير ما صنعت له، في الأساس؟
نوبل، حاول ان يكفر عن ما صنعت يداه من ديناميت، بجائزته الشهيرة (نوبل للسلام) بكل تصنيفاتها، وفي ظني أن عباقرة مواقع التواصل الاجتماعي، يفكرون الآن- بعد كل الذي استطار من سفاهة- في التكفير بجائزة للحياء، تمنح سنويا لكل الذين يعيدون غرس الحياء العام، بين الناس.. وفي كل المجتمعات.
في القول القديم: إن لم تستح، فافعل ما تشاء..
الآن- وقد غاب الحياء- نرى كل الأفعال المعيبة، في تصاعد مخيف.. ونرى الجرائم التي تقشعر منها الأرواح والاجساد، معا.. وتقشعر منها الأنفس السوية، والعقول.
كل دفاتر الشرطة- بتكويناتها ومسمياتها المختلفة- في كل مجتمع تقول بذلك..
وكل اجهزة الإعلام، تتحدث..
وكل المعنيين بطهارة المجتمعات يدقون ناقوس الخطر،
لكن لا الظاهرة في انحسار.. ولا هذا العالم، بمستطيع أن يحافظ على ما بقي لديه من استحياء.. ولا انت، ولا انا، ولا غيرنا، مستعدون عن التنازل عن هواتفنا تلك التي صارت جزءا من حيلتنا اليومية.
كيف الخلاص؟
ذلك هو السؤال!