الاتفاق الثنائي بين المملكة العربية السعودية ومصر القاضى بعودة جزيرتي تيران وصنافير للرياض، أعاد إلى الأذهان أحقية احتراف مصر بالحق السوداني وسيادته على مثلث حلايب وشلايتين، لاسيما أن الممسكين بملف القضية برئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ظلوا يتابعون عن كثب الاتفاق بين البلدين، الذي مازالت وثائقه حبيسة أدراج وزارة الخارجية ورئاسة البلدين، ولم يجف مداده بعد، باعتباره يعني السودان لقربه من منطقتي حلايب وشلايتين المتنازع حولهما
حق سوداني .
ويرى مراقبون أن تنازل مصرعن سيادتها على الجزيرتين للرياض شأن داخلي يخصها، ولا يترتب الوضع على السودان، فسيادته على المناطق تؤكده الوئائق التاريخية، فقد أكدت بريطانيا في أكثر من مناسبة أحقية السودان بالمناطق المتنازع عليها، غير أن ظروفاً سياسية دفعت الجيش المصري في العام 1958 خلال حقبة الرئيس الأسبق عبد الله خليل أن يكون مرابطاً في المثلث، إلا أنه انسحب في أعقاب تقدم السودان بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، ويقول اللواء يونس محمود الخبير في الشأن السوداني، إن حق السودان في السيادة على المثلث كان منذ قبل وبعد الاستقلال، وكان معترفاً بحدوده، وأن مصر استغلت الظروف السياسية التي تعرض لها السودان، ووضعت يدها بالقوة على المثلث في أعقاب انفجار أزمة الجنوب واتهام الخرطوم بالاشتراك فى محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحصار السودان من قبل المجموعة العربية وحلفاء الضد، بجانب قضايا أخرى مفتعلة، حيث بدأت الحكومة المصرية عقب ذلك فى تمصير حلايب وشلاتين عبر مناهج التعليم وتقديم خدمات صحية واجتماعية .
تصريحات تنافي الأطر الدبلوماسية
ترسيم الحدود الدولية بين مصر والسعودية الذي امتدت لسنوات يخص السودان، وذلك لأن الترسيم يقابله جزء من البر الذي يوازري منطقة حلايب، فالقانون الدولي يشير إلى ما يقابله من البر يوازي الساحل، ويقول اللواء يونس إن الترسيم بين الخرطوم والقاهرة قاد تلقائياً لاعتراف الرياض بمصرية حلايب للأسف، ويرى أن التصريحات التى صدرت عن السفير السعودى بالقاهرة غير موفقة، بجانب أنها تنافي الأطر الدبلوماسية لاسيما أن المنطقة مازالت محل خلاف، وتنازع بين الخرطوم والقاهرة، والملف في منضدة مجلس الأمن الدولي
معتمد حلايب يؤكد:
معتمد حلايب محمد الحسن طاهر أكد سودانية حلايب، وقطع بان الحق سيعود يوماً سواءً عبر خيار الحوار أو اللجواء للتحكيم الدولي، مبيناً أن اللجوء للحوارهو الأفضل للسودان ومصر، لاسيما أن البلدين شقيقان، وأن مايجمع بينهما أكثر مما يفرق مجدداً، امتلاك السودان لكافة الوثائق التى تؤكد تبعية المثلث له، ويقول إن التكوين الإثنى لسكان المنطقة الأصليين (البشاريين و بعض القبائل الأخرى) يتمدد فى كافة ولايات السودان وأن هرمهم الإداري (الإدارة الأهلية ) يوجد فى ولاية نهر النيل
جنسيات مزدوجة :
يقول معتمد حلايب إن أغلب سكان حلايب يحملون الجنسية السودانية، وقليل منهم يملك الجنسية المزدوجة، وأرجع السبب إلى ظروف الاحتلال التي جعلت بعض المواطنين يقدمون على تلك الخطوة التي قال إنها ربما فرضت عليهم، وأشارفي حديثه لـ (آخر لحظة) إن آخر إحصاء لسكان حلايب بلغ نحو (48) ألف سوداني.
الخارجية تحتج .
وزارة الخارجية قالت إن السودان ومنذ العام (1956) أودع منضدة مجلس الأمن الدولي مذكرة شكوى يؤكد فيها حقوقه السياسة على منطقتى حلايب وشلاتين، وظل يجدد هذه الشكوى رسمياً، ودعا مصر للجلوس والتفاوض أو اللجوء للتحكيم الدولي امتثالا للمواثيق الدولية، باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات، وأكدت الخارجية متابعتها لما تم من اتفاق بين السعودية ومصر، وأنها ستقوم باتخاذ مايلزم من ترتيبات وإجراءات تصون الحقوق السودانية فى منطقتى حلايب وشلاتين، مبينه أنه لايمس حقوق السودان السياسية والتاريخية والقانونية فيهما وما يجاورهما من شواطئ .
تقرير :أحلام الطيب
صحيفة آخر لحظة