“الخرطوم” .. عاصمة جمهورية الشاي والقهوة !!

1
{حسناً فعلت أمانة مجلس الوزراء بنفيها صدور قرار من المجلس الموقر حول التصرف في مباني ومنشآت جامعة الخرطوم العتيقة.
{ويبدو أن مجالس المدينة صارت في أقصى درجات الاستعداد والتأهب للتفاعل والتجاوب وتدوير أي تصريح أو تلميح، وإعادة إنتاجه ونشره عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعلى رأسها (الواتس آب) في سرعة البرق.
{ ولهذا ملأ الدنيا وشغل الناس ما قيل أو ما التبس من قول حول نقل بعض كليات جامعة الخرطوم إلى ضاحية “سوبا”.
وإذا كنا قد حاربنا بضراوة وما زلنا نعتقد أن قرار نقل مستشفى الخرطوم من مركز المدينة إلى (حي سكني) بمدينة “الصحافة”، هو أحد أغبى قرارات الدولة خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن مما لا شك فيه أن أي محاولة للتصرف في مباني جامعة الخرطوم سواء كانت لصالح السياحة والآثار كما قال وزير السياحة “محمد أبو زيد”، أو بيعها أو تأجيرها لجهات استثمارية، ولا فرق إن جاءت الفكرة من تلقاء إدارة الجامعة أو من بنات خيال مؤسسات أخرى في الحكومة، لا يمكن وصفها بغير الحماقة والاستمرار في مسلسلات التجني على الخرطوم (المدينة) قبل (الجامعة) لتبقى خالية من كل فعل وحركة، ومن كل جمال وقيمة!

{عاصمة بلا (وسط)، عاصمة بلا مركز .. عاصمة بلا قلب .. هي الخرطوم التي يريدها أصحاب النظر القصير والأفق الذي لا يتجاوز عدسات نظاراتهم!!

{سياحة شنو وآثار شنو الفي جامعة الخرطوم .. أمشي شوف “البجراوية” و”مروي” و”جبل مرة” بعد تحريره، وساحل البحر الأحمر يا وزير السياحة.

{وإذا كانت جامعة (النيلين) بعقلية إدارية واستثمارية متوقدة تسعى مع أحد أمراء المملكة العربية السعودية لجعل المنطقة المحيطة بمباني الجامعة ( Down town) الخرطوم، فهل يعقل أن تنتقل رئاسة وكليات جامعة الخرطوم من موقعها الأكثر جذباً وتميزاً من وسط الخرطوم إلى “سوبا” ؟!

{منذ سنوات تم نقل موقف المواصلات من ميدان (أبو جنزير) إلى مواقف”جاكسون” و”كركر” ثم “شروني”، وظل الميدان خالياً، بلا خضرة، بلا نجيل ولا شجر وارف، بلا نوافير ولا عصافير، ولا تم استغلاله كموقف (باركنج) بالقيمة للسيارات الخاصة التي تتزاحم بالآلاف على شوارع السوق العربي !!

{وسيبقى الميدان هكذا إلى أن ينتبه له أحد من لجان التخطيط العمراني فيقنع الوالي ببيعه قريباً في مزاد علني بصالة (قراند هوليداي فيلا)، أو تخصيصه (دون مزاد) لجهة ما حكومية أو استثمارية مزيفة !!
2
{عندما ترى كيف استثمر الإخوة (المصريون) شواطئ النيل على طول “القاهرة” وعرضها، لدرجة أن الغرفة المطلة على النيل في الفنادق سعرها مختلف عن المطلة على المدينة، دعك من المنتزهات والمنتجعات، والأندية والمطاعم العائمة والقناطر الخيرية والجزر المحيطة بها، وسياحة المراكب المنتشرة على طول النهر، تكتشف كم نحن فقراء الخيال، متكلسون ومتخندقون في غابات الأسمنت من “المعمورة” إلى “الفتيحاب”، لا نحترم هذا النيل العظيم ولا نعطيه حق قدره.

{يدهشني أن أعظم استثمار على شارع النيل الممتد من الخرطوم إلى أم درمان وكرري هو صناعة الشاي والقهوة .. شاي بلا طعم وقهوة بلا نكهة ومليون كرسي بلاستيك !!

{يا للفجيعة.

Exit mobile version