بدعوة كريمة من السفارة الأثيوبية بـ”الخرطوم” وتنسيق مع السفارة السودانية بـ”أديس أبابا” للوقوف على سد النهضة الذي شغل الساحة في الفترة الماضية خاصة الإخوة في مصر، باعتبار أن قيام السد سيؤثر في كمية المياه المتدفقة إليهم، ولكن يبدو أن الحكومة الأثيوبية ترى من حقها أن تقيم سداً في أرضها مثلها ومثل الدول التي استفادت من مياه النيل.
السفير الأثيوبي جاء لوداعنا في مطار “الخرطوم”.. وبعد أن قرأ علينا برنامج الرحلة قال لنا أريد أن تذهبوا للسد وتكتبوا بما تلاحظونه، ونحن لا نريد منكم دعاية لأثيوبيا.. أنتم إعلاميون أنقلوا الحقيقة مجردة.
وصلنا مطار “أديس أبابا” الثانية ظهراً، ووجدنا استقبالاً طيباً من الإخوة الأثيوبيين.. ونحن في طريقنا إلى فندق انتركنتننتال بدأت السماء تمطر حبات من المطر الخفيف وربما حفاوة الاستقبال.
“أديس” مدينة هادئة بلا ضوضاء
في اليوم التالي كانت الرحلة إلى مدينة “أصوصة” ومنها إلى منطقة السد، الطائرة من مطار أثيوبيا إلى “أصوصة” تستغرق ساعة، هبطت الطائرة الأثيوبية صغيرة الحجم والتي تقل عدداً قليلاً من الركاب، إجراءات السلامة بمطار “أصوصة” عالية جداً والتفتيش يصل إلى خلع الحذاء وحزام البنطال، ويبدو أن كل ذلك تأميناً للسد، خرجنا من المطار وكانت في استقبالنا عربات دفع رباعي ومجهزة تماماً للمشاوير الطويلة.. من المطار كانت وجهتنا سد النهضة، اتجهنا صوب السد، نحن في الطريق لاحظنا أن عمليات بناء كبيرة بدأت تنظم المدن القريبة من السد، وتحولت المباني إلى المواد الثابتة بعد أن كانت من الزنك والصفيح، المنطقة جبلية وتتطلب شقها بالطرق الطويلة، وبالفعل كانت طرق جديدة قد أجريت وبمواصفات عالمية.. شقت الجبال بطرق مدهشة وأنت تسير عليها كأنك في أفلام أوربية من خلال المرتفعات والمنخفضات.
أربع ساعات وصلنا بعدها سد النهضة الحلم الذي راود الإخوة الأثيوبيين.. استقبلنا المهندس المنفذ للمشروع “سانجو” شاب تجاوز الأربعين بقليل.. لم نصدق أن هذا الفتى الصغير يقوم بتنفيذ هذا السد العملاق.. بعد تناول وجبة الطعام قدم لنا تنويراً عن السد وأسباب قيامه. نواصل