اليوم التالي.. باكر أحلى

قبل أن أوقع على دفتر حضور (العيد الرابع).. اسمحوا لي بإعادة إنتاج بعض ما كتبت يوم (ألفية الصحيفة)….
* دعوني أبدأ من هناك، لما كنا عند مفترق طرق (محطة الأهرام اليوم).. عندما وصلت الأمور بين (الإخوة الشركاء) مرحلة اللاعودة، حتى تلك اللحظة لم يكن الأخ الأستاذ مزمل أبو القاسم، فيما نرى، سوى (صحافي رياضي باهر) بالكاد يتربع على عرش الصحافة الرياضية، وهو يومئذٍ طفق يحدثنا بما تحدثه به نفسه، في قيادة (هذا التيم) ليعبر به إلى صناعة مجد صحفي سياسي آخر، لطالما خبر كنه هذه الصناعة التي تحتاج إلى بعض جرأة ورؤية وتوكل، كنا يومها في مقام.. (إن الله مبتليكم بنهر).. على ألا نشرب من كأس التثاؤب فيقعدنا.. ذلك في ظل معطيات تعقيد الصناعة الورقية بارتفاع أسعار أوراقها وأحبارها وأوبارها.. لما وقف بعضنا على رصيف (ﻻ طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده).. غير أن هذه الكتيبة التي تقف اليوم على تلة (العيد الرابع)، كانت تمتلك من الإرادة والتصميم ما يجعلها في مقام (فمن لم يطعمه فإنه مني)، فهكذا هزمت إرادة تيم (اليوم التالي) جالوت الوهن ومن ثم استحقت قمة (ملك التوزيع والانتشار).. ولنا في قصص القرآن الكريم الأسوة الحسنة في كل ضرب من ضروب العطاء..!!
* لطالما سلكت هذا الطريق القرآني، فيجدر بنا أن نحول لحظات (احتفالاتنا) إلى حالة استغفار، والنصر بالنصر يذكر، لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر على ناقته القصواء إلى مكة المكرمة فاتحا منتصرا، كان القرآن يتنزل عليه غضا فيأمره بالاستغفار كما جاء في سورة النصر، (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)، لحظة الفتح وانتشار الدعوة وتمكينها كانت لحظة استغفار، إذن لم تكن لحظة وثبتنا على (متن العيد الرابع) وانتشار الصحيفة وتمكينها وترسيخها، إلا لحظة استذكار بامتياز نطاطئ فيها رؤوسنا ونحن نطرق حصون العام الخامس بثقة وإرادة وتوكل، حتى يهب الله لنا قدرة الثبات على (قمة الجبل).. هذا الذي تسلقناه كلمة كلمة وسطرا سطرا ومقالا مقالا وعددا عددا حتى تجاوز الألف، بحول الله وقوته، كما القماري التي تبني أعشاشها (قشة قشة).. وكيف تصنع من القشة جنة رغم العواصف.. لنهتف مع التيجاني.. علمينا يا قماري سر الأغاني.. فاليوم نأخذ حصتنا من القيم (والأناشيد القديمة) كاملة غير منقوصة، فالعصفورة عند (شاعر الطلاسم) تتغنى والصقر قد ملك الجو عليها والصائدون سبيلا!! ذات القصيدة التي مطلعها.. كن جميلاً تر الوجود جميلا.. إن الذي نفسه بغير جمال ﻻ يرى في الوجود شيئا جميلا.. ففي البدء كان الجمال والتفاؤل والتوكل، ومن ثم لندلف من أوسع أبواب احتفالية (وحدث الأعراب عن روعة المشهد)!!
* أربعة سنين من الإصرار والإصدار يعني ذلك أن القارئ الكريم قد انتخبنا كثيراً، وهو ينزل كل صباح إلى المكتبات ليمارس حقه الطبيعي في انتخاب صحيفته المفضلة، لما تصبح الصحيفة بمثابة (وثيقة عقد) غير مكتوبة بين الناشر والقارئ، على أن يورد الناشر يوميا عددا من صحيفته يلبي تطلعات القارئ، ليقابله القارئ باستهلاك هذه السلعة غضة طرية كما صدرت..
* غير أن (اليوم التالي) أصبحت لنا بعض وطن ننافح عنه كلما اقتربت منه (يد المنون)!! ونتنادى كما نداء الزعيم الشيوعي ستالين عبر المذياع والنازيون يتسورون موسكو: “أيتها الجماهير دافعي عن وطن بوشكين وتولستوي”.. فكلما تعرضت اليوم التالي لأزمة نتنادى للدفاع عن (وطن شيخ منير وموئل الملاذات الآمنة) وهذه الكوكبة الرائعة التي يتصدرها الربان الماهر الأخ الأستاذ مزمل أبو القاسم.. والله ولي التوفيق.
* ﻻ أعرف من أهنئ.. فليكن صاحب التهنئة الأولى والاحتفال هو القارئ الكريم.. والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين..

Exit mobile version