عبد العظيم صالح : منو الفرتق الحفلة ؟

بدا لي السؤال اعتباطياً في هذا الجزء من الليل.. وهذا المكان من قرى مركز مروي.
قلت لمن معي كل العوامل توفرت في ان الحفلة لن تستمر
شرر يتطاير من العيون وتوتر لا لزوم له .. الكتائب تتقدم (صديريات) و (عصي) تعانق السماء، وتدافع عجيب وإصرار يحمل (بطاقه دفع مقدم) لإحداث. شيء ما. الفنان يداعب أوتار آلته التي يتأبطها كبطة. ضحك جاري وقال خليك متفائل.
قبل ان تبدأ الدقائق في عدها (التنازلي) زادت من الناحية الأخرى جموع المندفعين نحو الفنان المسكين الذي حجبته عنا غابات العصي
(ظهرت) على البعد فتاة مليحة . . بعد قليل لم نتبينها ، الحمامة المسكينه (غابت) بين سنابك الجيش الغازي و(المحتل) لحفلة (ما حقته). عند هذه النقطة تأكد لي أن الفنان سيذهب لفراشه باكراً، وسنرقص في أقل من (ثانية) على لحن الختام (ياحمامة مع السلامة) بديلاً عن ايقاع الدليب، والذي كلف العريس 9 مليون بالقديم
ولأن الاستفزاز مرفوض وقد يدفع مرتكبة (للتهلكة) . ولهذا وفي زمن وجيز قام أحدهم بالنظر في القضية الماثلة أمامه وتوصل لشواهد وأدله تؤكد تماماً وبما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الفوضى والعرضه ورفع العصا في وجه الفنان والعازفين و (الطمبارة) كل هذه الأفعال تشير لوجود (طابورخامس) ومندس وسط الجماهير يسعى لتخريب الحفل .. ولصد العدوان الغاشم لابد من القوة ولا شيء غير القوة، (هنا ما بتنفع يا شباب باركوها..ياجماعة ارجعو لينا ورا شوية)
وقد كان.. دفره واحدة ومعاها (ضربة جامدة)على ظهر أحدهم أحال المكان إلى حالة من الفوضى و(الكبسيبة) والتي وضعت حداً للحفله وللمشاعر الجميله .
محدثنا صب جام غضبه على المتغيرات الجديده، كأنه مع الطيب صالح عندما قال من أين جاء هؤلاء الناس؟.
قال بعض القرى على الجانب الآخر من النيل ابتدعت نظاما جديدا لحمايه(حفلاتها).. نقل الحفل لداخل المنزل وما يعني إعتذار مبطن (للغرباء) بصعوبة الحصول علي تأشيره (الدخول)
ويوضع (برميل) أمام الباب لجمع كل (العصي) بغض النظر عن (عرقها وفصلها او قطعها) ، المهم (القطع ناشف) ومافي (عصاية تدخل)
الآن وجهتنا (الأراك) رجعنا أدراجنا من حيث أتينا كنا نمني أنفسنا بحفلة (شايقيه) (طازجة)
(أسامة) يقود الفيستو في اتجاه الأراك.. والليل يرخي سدوله. طريق الأسفلت الممتد نحو الخرطوم كان (حلما)ً .. الحكايات المتناثرة من الاهالي تقول غير ذلك .. الواقع مر .. (النخلة) لم تعد منتجة ، النزوح نحو العاصمه زاد بمعدلات مخيفة، وايضاً زادت الموجة القادمة من (الصحراء) وارتفع بالمقابل (فرتيق الحفلات)
قال حفلتنا كانت تبدأ من صلاة العشاء حتى يتبين للناس (التمرة) (الحمراء) من (السوداء)..!
في طريق العوده للخرطوم ترنح البص الأسطواني وخارت قواه وتهدج صوته، قلت لجاري ماذا يحدث ? قال :البص (وحل)،
قلت كيف (يوحل) في الزلط ؟.. قال الرمال الزاحفة مشكلة. أحيانا تقفل الطريق لأيام.
قلت كما قالت (عواطف) .(دي الشوامه ذاتا).
في (موسم الهجره للشمال) قال الراوي هذه أرض الجحيم، وفي التمتام امس قال لي الرجل الطاعن في السن (السموم قرشتنا) – بفتح القاف والشين.
إنها السموم التي عناها ود الزومة في (آسيا بابورك في الأراك):
آسيا فيها طبعاً يا أخي مفهوم {{ وفي الفريق إن دارت تحوم
أول حاجة… تقيف السموم {{ وينزل الغيث ..والقش يقوم

Exit mobile version