*زائر عربي سألته عما لفت نظره في عاصمتنا..
*قال هي كلها (ستات شاي) في ظاهرة لم ير مثيلاً لها من قبل..
*وأضاف ضاحكاً (بين كل ست شاي وست شاي ست شاي)..
*ثم مضى متسائلاً (هل أنتم تحبون الشاي إلى هذه الدرجة؟)..
*ومما أثار دهشته أيضاً- حسب قوله- كثرة الوزراء في بلادنا..
*قال إنه أحصى يوماً – بدافع الفضول- أعداد الوزراء من خلال الصحف..
*فهاله أن عدد الذين ذُكروا فقط – في صحف ذلكم اليوم- يساوي ضعف وزراء بلده..
*ثم (تفاقمت) دهشته حين علم أن الذين أحصاهم هؤلاء هم و(لا) نصف العدد الكلي..
*ولكن دهشته هذه أقل من التي إزاء أعداد المطربين الشباب ..
*وسألني بكل خبث الأعراب في عينيه (بجد ،كيف تميزون بينهم؟)..
*وما درى أن أسئلته هذه ما المسؤول عنها بأعلم من السائل..
*ثم هو لا يقل عنه عجباً و دهشة وحيرة حيال الذي أثاره من قضايا..
*فهو لا يعرف سبباً واحداً لكل هذه الكثرة في الوزراء والمغنين و(ستات الشاي)..
*ولكنه يعرف سبب ذكره (ست الريد) – إلى جانب ست الشاي- في عنوانه أعلاه..
*فمما أغفلنا الإشارة إليه – حتى الآن- أن زائرنا أديب وروائي و(متشاعر)..
*أما كونه أديباً وروائياً فهذا ما سلمت به -افتراضاً- بما أنني لم أقرأ له..
*ولكن أن يكون شاعراً فهذا مما أشك فيه بعد سماعي بعض قصائده..
*وإحدى هذه القصائد – في مصادفة عجيبة- نُظمت بجوار (ست شاي)..
*بل هي قصيدة غزل فيها – وفقاً لقوله- بدافع من (المحبة الصادقة)..
*قال إنه يكن لها عشقاً عفيفاً لأدبها وحسنها وحشمتها فضلاً عن طموحها..
*فهي عصامية صرفت على دراستها الجامعية من (حر) مال مهنتها..
*فلما سألته عن مصير هذا الحب اكتفى بإجابة مقتضبة وهو مطرق (لا أدري)..
*ولكن ربما درى لم هو- شخصياً- (يحب شايها إلى هذه الدرجة)..
*ومن كثرة ما قال فيها من قصائد لا أستبعد انتقاله من خانة متشاعر إلى شاعر..
*ونقتبس من قصة جرير مع عمر بن أبي ربيعة ما ندعم به توقعنا هذا..
*أي قول جرير فيه (ما زال هذا القرشي يهذى حتى قال الشعر)..
*ونحن نقول (ما زال هذا العربي يتغزل في ست الشاي حتى قال الشعر)..
*وإن أراد معرفة عدد وزرائنا فما عليه سوى فعل شيء واحد..
*أن يحسب عدد ما يحتسيه من أكواب شاي (ست الريد!!).