> كل سؤال أتى على ظهر قلق السودان ومصر حول تشييد سد النهضة وجد الإجابة.. لكن ما هو السؤال الأخير؟
> هل هذا السد فكرة سودانية أصلاً لاقت رغبة إثيوبية نابعة من سوء الوضع الاقتصادي والمدني هناك؟
> فالفائدة العظمى لهذا السد يجنيها السودان.. وهذا لعله الآن اصبح معلوماً. والسؤال الأخير قد تولد من القراءة التي تحكي نتائجها عن فائدة السودان العظمى من سد النهضة وهو كأنه سد سوداني منتدب بصورة دائمة في الدولة الجارة.
> وألفت انتباهك هنا إلى ملاحظة مهة جداً على ما اعتقد.. فقد كان بناء سد خزان سنار قبل بناء سد الرصيرص الذي تقف حدود بحيرته الخلفية عند الحدود الإثيوبية. لماذا احتاج السودان إلى بناء خزان يقع بين خزان سنار والبحيرة الطبيعية في تانا؟
> ولم تكف بحيرة خزان الرصيرص ولم تف تماماً بالغرض.. ولا بد من بحيرة ثالثة تنظم انسياب المياه خلال العام.
> والمياه في فصل الخريف كثيرة ومهدرة.. وفي فصل الصيف قليلة ونادرة. وبحيرة الرصيرص مع الحدود.. والسودان محتاج جدًا إلى تخزين للاستفادة من المياه المهدرة وقت الشح.
> وإثيوبيا تحتاج إلى بحيرة سد النهضة في تلك المنطقة الوعرة الخالية من السكان والأنشطة الاقتصادية في توليد الكهرباء. ويمكن أن يكون توليد الكهرباء بمصادر مختلفة .. لكن كيف يمكن للسودان أن يستغني عن البحيرة الثالثة؟
> بحيرة سد النهضة هي البحيرة الثالثة اضافة إلى بحيرتي سنار والرصيرص.. بالنسبة إلى مصلحة السودان الاقتصادية.
> والمسافة بين بحيرتي سد خزان الروصيرص وسد النهضة 40 كيلو متراً.. ويمكنك أن تعتبر بحيرة سد النهضة هي بحيرة سد الروصيرص… فالمسافة بينهما ليست طويلة.
> وكان يمكن أن يكون سد الروصيرص بحجم سد النهضة .. وبحيرته تسع 74 مليار متر مكعب.. لكن السد الكبير في أرض إثيوبية للاستفادة من المياه دون استهلاكها ولو لمياه الصحة التي تعبأ في القوارير.
> ففي إثيوبيا التي تنبع منها الأنهار نرى الناس يتحصلون على الماء من أحشاء الأرض.
> وسد النهضة يمكن أن يجعل الشعوب الثلاثة في دول حوض النيل الشرقي شعباً واحداً.. من حيث المشاركة في الاستفادة من المياه المخزنة. اثيوبيا تولد الكهرباء والسودان يزرع الارض ومصر تطمئن لوفرة المياه لملء بحيرة السد العالي مع استفادة اثيوبيا والسودان .. لترسيخ روح التعاون الإقليمي.
> لكن هل مصر مستعدة لروح التعاون هذا أم أنها لا تلقي بالاً للآخر الفقير الذي يملك المياه والذي يملك الأرض؟
> لو كانت كذلك، فإن الآخر لن ينتظر عطفها طويلاً.. ولن يضرها. والرحلة الرائعة جداً من أديس أبابا إلى قرب الحدود السودانية حيث سد النهضة سنحكي عنها إن شاء الله.
> والسؤال الأخير وهو حول ملكية السد.. أو على الأقل فكرته.. سؤال تحليلي ينبثق من حجم الفائدة الأكبر التي سيجنيها السودان بعد ملء البحيرة.
> ولكن يبقى الأهم هو إنقاذ اثيوبيا من الفقر وإنقاذ السودان من الفيضان الهادر للمياه وشح المياه في الصيف الذي يوثر حتى على السياحة ذات العائد الاقتصادي الذي يرفع رقم الموارد المالية في بلد يضربه الحصار.
غداً نلتقي بإذن الله.