تلويحة أخيرة بيد أنها ملؤها الحب والسلام لآخر لحظة ولمسة وفاء لنفر عمروا الوجدان :
آخر لحظات الوطن كانت في آخر لحظة ومن (داخل الصورة وداخل القاعة ) .. قاعة أسموها (قاعة المرحوم حسن ساتي ) … المكان : المكان تناثر فيه الندى والزمان صلب ، نهارية شعرية .. الكراسي مصفوفة ، والمكان لبس حلته ، وجاءت الصحيفة بكاملها قبالتي ، وابتدرت الأستاذة (منى أبو زيد ) التقديم وكستني بالحروف حتى غطت خجلي ، حروف أنيقات بصوت رخيم … الأستاذ والعم ( علي فقير ) تحدث عن الثقافة والصالون وأبدى إهتماما كبيرا وتحمسا للفكرة وحرك الراكد
صديقي الذي عرفتموه من ( خارج الصورة ) وعرفته ( من داخل النبض ) كسا ممرات الصحيفة بحركته الدؤوبة وابتساماته التي نثرها كالعطر هنا وهناك .. الصحفي اللامع (مصعب محمد علي ) وقد كتب مشاهداته بأحرف جليلات … المحاسبة الشاعرة ( صبا) : الا يا صبا نجد متى قد هجت من نجد ، عطرتنا بالقول الثابت.
للصحيفة دور رائد وانحياز للشعر منذ سنوات عبر واحتها الشعرية ولكنهم هذه المرة جعلوا الشعر حيا يمشي بين الناس حين أقاموا له صالونا خصصوا له قاعة وشرفت بأن أكون ضيفها الأول ( وإنها لفرحة راقصت قلبي فأسكرته حتى ترنح حرفي ) ، هل أنا سأكون هناك في قاعة (الصحفي الشاعر الراحل المقيم حسن ساتي ؟ ) سؤال ظل يراودني حتى ذاك النهار ،، مرت الساعات الأربع برقا ما بين تقديم وقراءات ومداخلات وطرب .. عطر النغم المكان وأشجانا اسماعيل حسن ( أصغر بيتنا عمرا ) وعبد المنعم النذير الذي تخير من الغناء أطعمه ،، تعالت الضحكات والاستحسان لمداخلات مؤمن الغالي ،، جاء بعض زملاء الجامعة من رابطة طلاب الخرطوم بالجامعة الاسلامية ( فرأيت تاريخا يمشي إلي بحب ) جاءت أسرتي الصغيرة وأنشدت (ايلاف) إبنتي الصغرى فرقصت القاعة ،، رأيت والدي بكبريائه وحنه يدخل القاعة فما احتملت المشهد .. إنها قصة حب طويلة يا سادتي .. رأيت بعض أهلي من رومي البكري جالسين أمامي فطالت عنقي وهم يعلمون صادق انتمائي لهم ولقريتي الصغيرة القابعة في الضلع الشمال ،، نجحت النهارية ،، نجح الحب ،، صفق الجميع للجميع ، وخرجنا ذات شعر ما مزهووين وكلنا نردد : ( آخر لحظة )
أخي العزيز عبد العظيم صالح إن عرفوك من خارج الصورة فقد عرفتك من داخلها ، أرجو أن تحمل انحناءتي وحبي لأركان حربك المجهولين ، لكل القابضين على جمر الحروف ، لآخر لحظة وهي تفتح الطرقات للشعر حتى يمشي في الأرض بيننا مزهوا ، لآخر لحظة وهي تحرك راكد الفعل الثقافي . لن تجدو مالا ولا ربحا بذلك ولكنكم تجدون احترام القارئ الحصيف والمتابع النهم ، شكرا لكل اللحظات التي قضيتها معكم .
عماد الدين حسن اسماعيل
الدوحة في 2ابريل 2016
من المحرر
من الدوحه. أرسل إلينا شاعرنا المهاجر عماد حسن إسماعيل هذه (الحروف).التي تقترب من النظم والقصيد. عماد واحد من سفراء الإبداع في بلادي الذين ضاقت بهم (هذه) الأرض بما (وسعت) فغادروا بأجسادهم وتركوا أحاسيسهم ومشاعرهم مرتبطه (هنا).بحب الأديم والناس. وتولدت طاقات من الإبداع والقصيد والوجع الجميل في حق الوطن.
عندما علمنا بوجوده بيننا هرولنا إليه وقدمنا له كرت (المحبة).ليأتي لافتتاح أول منتدي أدبي لنا والذي ياتي ضمن (عفش) كثير شحناه ، ونرمي من خلاله لتأثيث (بيت آخر لحظه)، كاحسن ما يكون (التأثيث) و (التأسيس).بعدد وافر من الغرف و (الصالات)و (الصوالين)الأدبية والسياسية والاقتصادية. جاء عماد وافتتح المنتدي. فكان قدومه قدوم خير وبركه، وقامت نهارية (شعرية).ما منظور مثيلها. وربما تكمل كلماته اعلاه جوانب اللوحة الجميلة. التي اردناها بذات النسق البديع من الإبداع.
شكرا عماد. ومزيد من التواصل والتلاقي في محراب الكلمة والحقيقة والوطن.