٭ عقب مغامرة رئيس حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم – عليه الرحمه – بدخول أم درمان في مايو 2008م، نظم الطلاب ندوة بذات الخصوص بقاعة الشهيد الزبير.. أذكر جيداً أن والي شمال دارفور السابق عثمان كبر كان من المتحدثين، وقد ألهب حماس الحاضرين عندما قال إن حركة العدل وآخرين يتحدثون عن فصل دارفور، بالله عليكم الخرطوم دي «بتتفات»؟ – حتى أن كثيراً من الحضور هتفوا «لا لا» – وأضاف الرجل «والله ما بنخليها للرئيس البشير براهو».
٭ تذكرت حديث كبر وقد بدأت عملية التسجيل لاستفتاء دارفور الإداري ، المزمع قيامه في أبريل المقبل والذي كان يروج «قلة» بأنه من الممكن أن يؤدي لانفصال وهو الأمر غير الصحيح البته «لا من قريب أو بعيد بل ولا في الحلم»، لأن دارفور هي السودان.
٭ هناك عدة مسائل من المهم التطرق إليها ونحن نتناول الاستفتاء،
على رأسها أن الأمر استحقاق واجب النفاذ «غصباً عن عين الحكومة»، رغم أن أصواتاً برلمانية عارضت القرار الرئاسي، وطالبت بتأجيل العملية، و هي مطالبة تجاوزها الوقت، بدليل أن أطرافاً مهمة مثل حزبي التحرير والعدالة «سيسي» و«أبوقردة» دخلا أجواء العملية.
٭ د.التجاني سيسي وضع النقاط على الحروف من خلال مؤتمر صحفي تحدث فيه برصانة وثقة يحسد عليهما.. و أعجبني موقفه من خلال دعوته لتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ العملية، فيما أيّد نظام الإقليم الواحد.. وللرجل رؤيته في ذلك، وقد كان حاكماً له.
٭ أما غريم سيسي – بحر أبو قردة يبدو أنه «شغال عكس سيسي» ربما من باب المكايدة السياسية، حيث أعلن تأييدهم خيار الولايات في الاستفتاء رغم أن مواقف أبو قردة السابقة كانت عكس ذلك، حيث ظل متمسكاً بخيار الإقليم الواحد منذ كان «متمرداً» ، و كأنما أراد استدرار عطف الحزب الحاكم والتقرب إليه.. وقد تناسى أن تبديله لموقفه يخصم من رصيده السياسي وإن كان تباين الآراء يجعل العملية ساخنة وجاذبة.
٭ تنويه سيسي بضرورة توفير الجو الملائم لقيام العملية مهم جداً ويجب أن يوضع في الاعتبار، خاصة عقب المناورة التي قام بها رجل الإدارة الأهلية المعروف موسى هلال من خلال مطالبته بولاية سادسة – بحسب الأهرام اليوم- وهي خطوة صريحة عمد منها التشويش على الحكومة و استغلال الاستفتاء.
٭ تجاوزاً للأطراف المعنية بإنفاذ العملية، من المهم ضبط المال المخصص لها وتبصير المواطن بالخطوات وردع دعاة العصبية، فالاستفتاء اختبار حقيقي للحكومة، والتي باتت تتباهى بالتحسن الكبير الذي طرأ على عملية السلام.
٭ لكن المهدد الحقيقي في رأيي الشخصي للعملية هم «بعض» القيادات من أبناء دارفور بالمركز، الذين ظلوا موضع اتهام بشأن ما يجري في دارفور والذين يحركون الأوضاع هناك بمكالمة هاتفية لا تكلف جنيهات معدودات، ولكن تأثيرها على الأرض خسائر بالملايين.
من الكاتب
نعيد نشر المادة التي نشرت بتاريخ السادس عشر من فبراير الماضي بمناسبة بدء الإقتراع امس