ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﺾ
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺰﻝ
ﻋﻠﻲ ﺩﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺛﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺃﻭ
ﻟﺴﺘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺘﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﺷﺮﺍ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ
ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﺇﻻً ﺇﺫﺍ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
( ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﺾ ﻗﻞ ﻫﻮ ﺃﺫﻯ ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﺾ ﻭﻻ
ﺗﻘﺮﺑﻮﻫﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻬﺮﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮﻥ ﻓﺄﺗﻮﻫﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻓﻌﻠﻖ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﺗﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﺘﻄﻬﺮ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻬﺮﻥ ) ﻗﺮﺃ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ ﻭﻋﺎﺻﻢ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻲ
ﺑﻜﺮ (ﻳﻄَّﻬﺮﻥ ) ﻭﺭﺟﺢ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﻳﻐﺘﺴﻠﻦ؛ ﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﺮﺍﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺑﻌﺪ
ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻬﺮ. ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮﻥ ) ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ؛ ﻭﺇﻟﻴﻪ
ﺫﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻞ ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺋﺾ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻡ ﻫﻮ ﺗﻄﻬﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻛﻄﻬﻮﺭ ﺍﻟﺠﻨﺐ، ﻭﻻ ﻳﺠﺰﻱﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺗﻴﻤﻢ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ . ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ
ﺻﻨﻌﺘﻤﺎ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻜﻤﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .