أحبها ، عشقها ، دلّلها ، خاف عليها ، بكاها و أبكاها ، ما غار عليها من الآخرين ، غار عليها من الفشل . قسى عليها حتى لا تقبل بأقل من القمة. صقلها كي تلمع كألماسة حيثما وُجدت. وضعها أعلى السلم ، ثم سحب السلم من تحتها حتى لا تنزل درجة عن أحلامه. عبر حياتها كنهر و مضى إلى مصبه صوب البحر، دون أن يلتفت إلى الخير الذي تركه على ضفافها.
أرادها كبيرة كما لو أنه أنجبها و لم تدرك أنه تمناها كذلك لتنجبه.
تلك الأبوة العاشقة ،حين تنسحب ، تترك خلفها مذاق يتم أبدي. لتشفى منه راحت تقلده ، أصبحت أم من أحبته بعده ، أحبته ، عشقته ، دللته ، خافت عليه ، حمته ، بكته و أبكته ، ما غارت عليه من الأخريات ، غارت عليه من الفشل ، أرادته كبيرا كما لو أنها انجبته ، و لكنه لم يدرك أن أمرأة تُغدق على رجل بكل تلك الأمومه هي تريده أبا !
من ” نسيان كم ”