إن مجرد التفكير في إنقاص الوزن عند المصابين بالسمنة، يعتبر نجاحا عظيما وخطوة نحو الصحة والعافية، لأن السمنة أو البدانة تسبب كثيرا من الأمراض المميتة، كارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الكوليسترول، والذبحة الصدرية، والسرطان. بالإضافة إلى أمراض الكلى والمرارة وحصياتها. والمشكلة الأكبر أن حوالي 17 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-15 سنة يعانون من ذلك، نتيجة سوء التغذية والاعتماد على الأكلات السريعة، والمشروبات الغازية التابعة لها، التي نعتبرها في طب التغذية “سامة”!
كما أن اللحوم وكافة الأغذية المعدلة وراثيا أو منتجة مخبريا، أو المواد الكيميائية المضافة لتحسين الطعم واللون في الغذاء، لها دور كبير في التصدر للسمنة وتفاقمها في معظم دول العالم، لما يدخل فيها من مواد كيميائية تؤثر منفردة أو مجتمعة على عملية هضم الغذاء كاملا والاستفادة منه صحيا، ويعمل على عدم السيطرة في زيادة الوزن، كشراب الذرة والدهون المحولة والسموم البيضاء المكررة صناعيا (السكر والملح والدقيق)!
هذا بالإضافة إلى سوء استعمال المضادات الحيوية والستيرويدات (الكورتيزون) من الأدوية، مما يؤثر على بطانة الجهاز الهضمي ودرجة حموضته، ويضر البكتيريا النافعة فيه، ويجهد كريات الدم المسؤولة عن نقل التوالف من الدهون، والخلايا الميتة من الجسم إلى خارجه بعد افتراسها. كما أن المواد البلاستيكية والمعدنية الداخلة في حفظ المواد الغذائية، والأدوية المضادة للتحسس، وبعض الفيتامينات التي تعمل على فتح الشهية، التي تستخدم في تدعيم الخبز والحليب، وهذا كله يعتبر من العوامل الأخرى التي تعمل على ترسيب الدهون العنيدة في أماكن التخزين، كالأرداف والإليتين وخلف الصدر، ويجعل عملية التخسيس أكثر صعوبة، وتفشل معها الأدوية! كما أن المبيدات الحشرية والأسمدة المستخدمة في رعاية وإنبات الغذاء، ومواد التحلية الصناعية كالسكر الصناعي وسكر الفواكه، كلها لها دور كبير في عدم استجابة الجسم بسهولة لبرامج التغذية الصحية، وتسبب اضطرابا في الجهاز الهرموني في الغدد، والجهاز المناعي في الدم، والاضطراب في النوم الصحي، مما يتسبب في الخمول والسمنة نتيجة ترسيب السموم الغذائية في أماكن مختلفة من الجسم.
بينما لو فكرنا قليلا في الحل الأمثل للتخسيس لوجدناه سهلا بين أيدينا، ابتداء من شرب الماء النقي صباحا وبين الوجبات، وبعدها (معدل 8 أكواب يوميا)، والتعود على ساعة القيلولة ظهرا إلى ما قبل العصر، ثم إدخال وجبة العشاء الخفيفة قبل النوم بأربع ساعات، وهي المدة التي تحتاج إليها المعدة إلى الراحة قبل النوم، مما يساعد على تفريغ المثانة من الماء الزائد في الجسم بشكل كاف، وتستحيل معه آلام المفاصل أو ترسيب الأملاح بينها! كما أن التعود على يوم واحد في الأسبوع أو يومين على الصيام عن الأكلات الحيوانية، ونجعله نباتيا تماما مع شرب الماء والسوائل خلال هذا اليوم لتنشيط عملية تكسير الدهون العنيدة في الجسم بطريقة طبيعية، وتحسين عملية الحرق اللاإرادي خاصة أثناء النوم، وهذا ما نسميه النوم الصحي “على الأقل 5-7 ساعات” في الليل، وهو ينشط الجهاز المناعي، ويقوي الجسم على تكسير المخزون الزائد لمجرد الحركات الطبيعية أثناء العمل، أو الرياضة للياقة بدنية صحية أفضل.
(الكويتية)