عبد العظيم صالح : دجاج ميت

الاثنين, 11 أبريل 2016 08:02 أعمدة الكتاب – خارج الصورة – إرسال إلى صديق طباعة PDF
* البنت «العشرينية» جادلت أهلها كثيراً.. وساقت عدة مبررات ودفوعات تراها قوية وهي تستعد لإلغاء
(اتفاقية السلام) الموقعة مع «خطيبها» أو «حبيبها» الذي يبدو أنه صرف عليها كثيراً من بنك «الزمن» وأعطاها الكثير من «اللوعة» و «الآهة» و«الشجن».. وعندما سقطت كل دفوعاتها ولم تجد شيئاً تقوله قالت لهم بحزم: «ما دايراهو ـ ما دايراهو لو انطبقت السماء بالأرض» ده واحد (جداد ميت)» !!
*لم نندهش أو نستغرب من أصل الحكاية، فمسألة فك الارتباط بين أي فرقتين أمر عادي.. ولكننا جلسنا نتداول حول اللفظ الذي خرج من هذا الفم و الذي كان «الشعراء» في السابق يتغزلون فيه ويقولون فم «كالخاتم»!! الآن أضحى فماً «كالكلاش» تخرج منه الطلقة القاتلة!! واللفظ « النتن» !!
* قلنا لمن نقل لنا أصل الحكاية ونحن في منزله بين الضحك والاستغراب والحسرة: لماذا قالت جداد ولم تقل حمام؟!! هل تقصد دجاج الحاج يوسف الفاسد الذي ضبتطه السلطات في طريقه «لأفواه وأرانب» ام ماذا يا ماذا ؟
*قلنا له علينا بالطلاق نحن «الحالفين» أدناه إن صاحبنا لا ينطبق عليه وصف هذه «المفعوطة» إنه ينطبق عليه قول شاعرنا: «كاتال في الخلاء وعقباً كريم في البيت»!!
* ولكننا ماذا نفعل؟! هذا زمن السقوط و«الركاكة» والكلام «الشين»!! لغة التخاطب اليومية أضحت عنيفة وصادمة.. وهناك بعض الألفاظ تجعل الدم «يفور» في العروق أو تهم بخنق قائلها!! فماذا تفعل بالذي يقول لك:«عمك ده ماسورة ساكت»!! أو تلك التي قالت لصديقاتها: «اشتريت لي عربة دسيسة»!!.
* لماذا أضحت اللغة محتشدة بكل مدلولات «الكراهية» واحتقار «الآخر» وازدرائه؟! أين الذوق والأدب وكلمات «لو سمحت وعفواً وعذراً وأهلاً ويا أخي الكريم ويا أختي الفاضلة»!!
* هل هي الحرب، أم هي السياسية أم هو «الفلس» الذي جعل الكلمات تخرج من اللسان وهي أكثر «وقاحةً» وإيذاءً رغم أن الخالق أودع بين ثنايا الفك «كل جميل وإنساني»!!

Exit mobile version