الملحق العسكرى بسفارة اليمن في السودان: لابد من صنعاء وإن طال الزمن

تزامناً مع مرور عام على انطلاقة الحملة العسكرية (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية بمشاركة (20) دولة عربية وإسلامية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لإعادة الشرعية في اليمن.. التقت(آخر لحظة) بالملحق العسكرى بسفارة صنعاء بالخرطوم اللواء طبيب أحمد الشعناء، ونافشت معه عدداً من القضايا المهمة المتعلقة بالتحالف ومستقبله الجيوعسكري، بجانب الأوضاع باليمن عقب إعلان التحالف ومشاركة القوات السودانية في الحرب البرية، وما يمكن أن يقوم به التحالف كنواة لتضامن عربي جديد.. فالى مضابط الحوار:

* سعادة اللواء هل سبق لكم زيارة السودان قبل تقلدكم منصب الملحق العسكري بالسفارة؟
– نعم زرت السودان ثلاث مرات ضمن وفود في مناسبات وطنية، والتقينا الرئيس البشير، بجانب ذلك أنا تتلمذت في المرحلة الابتدائية والاعدادية على يد أساتذة سوانيين على رأسهم محمد مجذوب، ومعلمي اللغة العربية، ومبارك حسن خليفة بالأضافة للأستاذة السودانيين باليمن.
* كيف تقيم العلاقات السودانية اليمنية؟
– العلاقات الثقافية والشعبية بين البلدين سباقة منذ أيام الإستعمار البريطاني، وخلال عهود كافة الرؤساء الذين مروا على اليمن، وهنالك جالية يمنية كبيرة بالسودان، ورغم الأزمات التي يمر بها الوطن العربي، إلا أن العلاقات بين الخرطوم وصنعاء كانت مميزة، بدليل أن الامتحانات والمناهج الدراسية كانت تأتي من الخرطوم، وترسل للمشرفين من وزارة المعارف السودانية للإشراف على الامتحانات الثانوية العامة في اليمن، وإذا لم يشرف السودانيون عليها لا تقبل نتائجها أبداً.
* كيف تنظر لإعلان التحالف الذي تقوده الرياض ضد الحوثيين؟
– إعلان التحالف العربي الإسلامي تأخر كثيراً، وعندما جاءت أزمة اليمن وأوجدت عاصفة الحزم كان الرئيس البشير من السباقين لانتشال اليمن من هذه الفئة (الضالة) التي سيطرت عليه.
* كيف تقيم دور القوات المسلحة السودانية داخل تحالف عاصفة الحزم؟
– مايقوم به السودانيون ليس جديداً عليهم، وما قاموا به كبير، وهم الذين وضعوا اللبنة الأولى للتدريب العسكري أثناء المعركة، وهم الذين أعدوا النواة الأولى لتدريب الجيش الوطني، هذا التدريب والتأهيل ساعد على تحرير المرافق الأخرى، ونجد أن (80%) من الأراضي اليمنية التي تم تحريرها ساهم فيها الذين تم تدريبهم وتأهيلهم أثناء المعركة، وعلى هذا الأساس قام الرئيس اليمني بزيارة السودان، والتقى الرئيس البشير وقدم له الشكر على مافعله تجاه اليمن، ودائماً السودانيون سباقون- كما ذكرت آنفاً- وقد عملوا في مناطق صعبة ووعرة مثل منطقة العنت وهي منطقة تماس مع تعز، التي تتواجد فيها أعداد هائلة من قوات الحوثيين وعفاش، ومعسكر راس عباس، ومنطقة صلاح الدين، وكانوا سباقين في تضميد الجراح لأبناء اليمن.. وسباقين أيضاً في الوصول الى اليمن وتضميد جراح المقاومة.
* كيف يمكن للتحالف العربي الإسلامي أن يسهم في إحداث تغيير في الموقف العربي، لا سيما أن الفرقة أصبحت السمة البارزة بين الدول؟
– في تقديري الحسنة والثمرة الوحيدة من العدوان الذي قام به الحوثيون ضد الشرعية في اليمن، هي فكرة إنشاء نواة أساسية لتحالف عربي إسلامي.
* هل تعتقد أن التحالف سينجح في إبعاد الاستهداف والتكالب الدولي عن المنطقة العربية الإسلامية؟
– هناك حملة كبيرة على الأمة والحضارة والتاريخ الإسلامي بعضها بـأيادي إسلامية مصنوعة، وأرى أن التحالف سيقضي عليها بجانب الإرهاب وإعادة الإسلام الى طبيعته ونأمل أن يوفق التحالف في ذلك.
* يقال إن هناك مؤامرة تحاك ضد التحالف للقضاء عليه؟
– نعم هناك مؤامرات كبيرة تحاك ضده، ونجد أن إيران لها أجندة خاصة، وحتى داعش والقاعدة لم نلحظ أنها قامت باي اعتداء أو عملية انتحارية في عدن أو المناطق المحتلة في الأراضي اليمنية.
* كيف تقيمون الدور الايراني في المنطقة؟
– هم يريدون أن يهيمنوا على المنطقة، وإيران تريد أن تسيطر على منابع النفط، وقد قال وزير الخارجية الإيراني أن لإيران أربع عواصم ذكر منها صنعاء، ولكن التحالف سيقضي على الطموحات الايرانية للوصول لمبتغاه،
ونلاحظ التقارب الأمريكي الإيراني والأوربي الإيراني، وما دمنا بدأنا باللبنة الأساسية لمكافحة الإرهاب ممثلاً في التحالف، فإنه سيقضي على الإرهاب وتوحيد الصف العربي الإسلامي بقيادة موحدة للانطلاق الى المستقبل.
* كيف تنظرون للدول العربية التي لم تنضم للتحالف ؟
– هذا التحالف طوعياً وليس الزامياً أن تشارك اية دولة، وكل منطقة لها ظروفها وطبيعاتها وأدبياتها، ولديها همها الأساسي، ولكن كل الدول العربية ستعرف أن هذا هو التوجه الصحيح وإذا لم تدعم التحالف عسكرياً فستدعمه لوجستياً.
* هل تتوقع انضمام كافة الدول العربية للتحالف ؟
– نعم
* لماذا
– لأن الهجوم الايراني الشرس على التراث والأمة الإسلامية العربية والمنطقة بشكل عام، يفرض أهمية الانضمام للتحالف.
* يقال إن هناك خلافات داخل قيادة التحالف؟
– قيادة التحالف موحدة بقيادة الملك سلمان وشقيقه المشير البشير، وهذه الأحاديث لا أساس لها من الصحة.
* بالرغم من مرور عام على تكوين التحالف إلا أنه أخفق في تحرير العاصمة اليمنية صنعاء؟
– بيئة صنعاء وتاريخها جعل القيادة السياسية في المقاومة وقيادة الحزم حريصتين على أن لا يمس تاريخ اليمن وصنعاء ومأرب وسبأ، ولهذا العمل سيكون الحفاظ على هذه المكتسبات، والعمل بصورة سلمية اولوية لتلك الأطراف، والأوضاع في اليمن لم تعد كما هي، فقد تم تحرير (80%) من الأراضي اليمنية.
* إذن ماهو مستقبل التحالف الجيوعسكري؟
– هو الآن يمثل شكل القيادة الأساسية المركزية، وستكون نواة لجيوش إسلامية بإذن الله وأينما استدعى محاربة الإرهاب وفي أي مكان سيكون التحالف تحت الأمر.
* إذا حدث اي توتر لأي من الدول الأعضاء في التحالف هل يمكن أن تتدخل ؟
– إذا طلب منهم ذلك، ودول التحالف لا تفرض نفسها وتؤكد مبدأ الشرعية.
* كم يبلغ قوام القوات العسكرية المشاركة في التحالف ؟
– هذه لا يعلمها سوى القادة العسكريون وهو أحد الأسرار العسكرية.
* لماذا تم اختيار السودان لاستقبال الجرحى اليمنيين رغم القرب الجغرافي للسعودية؟
– نعم صحيح.. وكان الرئيس البشير سباقاً في تقديم الدعوة عندما قام الحوثة بضرب أغلب المستشفيات، وكان جرحى المقاومة داخل مستشفيات (الهلال الأحمر)، ومكرمة خاصة منه، كان العدد قليلاً وسرعان ما وصل الى (500) جريح، وقد استقبلهم الشعب والحكومة والقيادة السودانية ولم يقصروا مع الجرحى، وقد غادروا أراضي السودان نحو (470) جريحاً يمنياً، بعد ان تماثلوا للشفاء، وتبقى نحو (30) جريحاً الآن متواجدين في مستشفى شرق النيل، وجنوب الخرطوم، بعضهم يحتاج لفترة ليتماثلوا للشفاء، الشعب السوداني استضافهم بصدق.
* هل من بين الجرحى من لقوا مصرعهم متأثرين بجراحهم؟
– الجرحى الذين نقلوا للمستشفيات السودانية وجدوا استقبالاً قوياً على المستوى الشعبي والحكومي، مما أسهم في تخفيف معاناة المرضي، وقد وجدوا رعاية تامة من وزيرة الدولة بالصحة بولاية الخرطوم سمية أكد، التي كانت في استقبالهم رغم مشاغلها، وكذلك البعثة الطبية التابعة للهلال الأحمر بقيادة المهندس عثمان جعفر، والدكتور مجدي أحمد الإمام، (والله اخجلتونا اخجلتونا واعطيتمونا الكثير وهذا ليس جديداً على السودان).
* رشحت معلومات في الوسائط الإعلامية بأن عدداً من الجرحى اليمنيين بالمشافي السودانية لقوا مصرعهم متآثرين بجراحهم كم بلغ عددهم ؟
– تدمير الحوثيون للبنية التحتية خاصة المستشفيات، وسيطرتهم عليها، ومنع وصول المسعفين والخدمات الطبية للجرحى زادت من تعقيدات الأمور وكانت سبباً في وصول حالات مستعصية للمستشفيات السودانية، ولكن بالرغم من ذلك بذل الجانب السوداني جهداً لإنقاذهم ولم يتوفَ سوى (3) جرحى، وتم نقلهم الى ذويهم في اليمن.
* أنتم درستم الطب وتمتهنون العسكرية هل أنت طبيب أم عسكري؟
– لدينا في اليمن مستشفيات عسكرية، وكلنا أطباء عسكريون، ولكن الجانب الإنساني الطبي يطغى على الجانب العسكري، ونظل في حالة تأهب، فالطبيب العسكري هو الذي يقدم الاسعافات للجريح في المعركة، ولدينا الخدمة العسكرية الطبية في المعركة، كما هو الحال في السودان.. لكن أنا أميل للجانب الإنساني الطبي أكثر، وحتى تكون طبيباً جيداً، لابد من أن تكون عسكرياً جيداً.
* ماهي رسالتكم للجانب الحوثي من ناحية عسكرية ؟
– يجب عليهم إنفاذ قرارات الأمم المتحدة خاصة القرار 2216 ومخرجات المبادرة الخليجية، ونحن نقول لابد أن المقاومة اليمنية وحلفاءها ستدخل الى صنعاء.. وقديماً قالوا (لابد من صنعاء وإن طال الزمن).

حاورته : أحلام الطيب- تصوير سفيان البشرى

اخر لحظة

Exit mobile version