ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺭﻓﺾ ﻭﻋﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﻟﻬﺎ
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻟﺪﻱ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﺷﺎﺏ ﺫﻭ ﺩﻳﻦ ﻭ ﺧﻠﻖ ﻭ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﺎ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺮﺕ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ( ﺧﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺔ ) ﻭ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ﻟﺪﻯ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺮﻓﺾ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻠﻴﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺰﻟﻪ . ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻭ ﻋﻘﺪ ﻟﻬﺎ ( ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ) ﻭ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1999 ﻡ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺣﻀﺮﺕ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2001 ﻭ ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻭ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﺤﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺇﺟﺎﺯﺗﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ . ﻭ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﺎ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺫﻛﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﻛﻞ ﺃﻭ ﻳﻔﻮﺽ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ، ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺻﺤﻴﺢ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : (( ﻻ ﻧﻜﺎﺡ ﺇﻻ ﺑﻮﻟﻲ ﻭﺷﺎﻫﺪﻱ ﻋﺪﻝ )) ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮﺍً ﺣﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً، ﻓﻼ ﻭﻻﻳﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻘﺪﺕ ﻧﻜﺎﺣﺎً ﻓﺴﺦ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻً ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﻭﺍﻟﻮﻟﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﻳﻘﺪﻡ ـ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ـ ﺍﻻﺑﻦ ﺛﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺛﻢ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﻓﺎﻷﺥ ﻷﺏ ﺛﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﺟﺪﻫﺎ ﻷﺑﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻭﻟﻴﺎً ﺑﺤﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻗﺪ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻭﺟﺪ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﻞ ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﺮﻉ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻌﻘﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.