{على شاشة قناة (CBC) المصرية كان يتحدث الأسبوع الماضي رئيس جمعية المستثمرين في مصر ضيفاً على مقدمة البرامج “لميس الحديدي”، في حلقة خاصة عن ارتفاع أسعار الدولار.
{المتحدث قال إنه حاول خلال زيارة إلى الإمارات مؤخراً إقناع مستثمر عربي بالذهاب إلى “القاهرة” والدخول في عدة مشروعات استثمارية، إلا أنه رد عليه قائلاً: (لا يمكنني أن استثمر في بلد فيها سعران للعملة، فاخسر من البداية وقبل الدخول في المشروع (30%) فرق عملة) !!
{هذا ما قاله المستثمر العربي عن الأوضاع في مصر، فماذا يا ترى يقول لو تجرأ أحدهم وطلب منه الاستثمار في السودان ؟!
{فرق العملة هنا بين السعر (الرسمي) والسوق يبلغ نسبة (100%)، وهذا يعني أن الخسارة مضاعفة بسبب الفرق الشاسع بين سعر البنك لدولار غير موجود أصلاً، وسعر السوق الذي يتحرك بين كل ساعة وأخرى !!
{وفي ظل هذا الارتفاع الجنوني المضطرد، فإنه يحق لنا أن نتساءل متعجبين: متى يُعفى وزير المالية والتخطيط الاقتصادي إن لم يُعفَ هذه الأيام ؟!
{كل وزراء القطاع الاقتصادي وأمانة اقتصاد الحزب الحاكم مسؤولون عن هذا الانهيار الكارثي المتلاحق في قيمة (الجنيه السوداني)، وكلهم ينبغي أن يذهبوا إلى بيوتهم غير مأسوف عليهم .. متى يقالوا إن لم يقالوا اليوم ؟! عندما يبلغ سعر الدولار (عشرين) جنيهاً ؟!!
{في أية دولة في العالم يحدث هذا غير السودان ؟!
{عندما بلغ الفرق بين سعر البنك وسعر السوق في مصر (جنيهاً واحداً) تم إعفاء (10) وزراء الأسبوع قبل الماضي، معظمهم من القطاع الاقتصادي وعلى رأسهم وزير المالية، أما هنا فالأمر لا يستدعي!!
{ويعزون أنفسهم بأرقام من صنع خيالهم عن انخفاض نسبة التضخم واستقرار سعر صرف النقد الأجنبي مقابل الجنيه!! استقرارفي عالم أوهامهم، لا في عالمنا وسوقنا (الأسود) البغيض.
{وإذا كان الوزراء في بلادنا – غالباً – لا يعرفون أدب الاستقالة ولا يؤمنون به، وإذا استقال أحدهم أو إحداهن يطلب منها سحب الاستقالة حتى لو كان السبب كاف جداً للإقالة، فإننا لن نطلب من السيد وزير المالية و(التخطيط) الاقتصادي الاستقالة، حفاظاً على أنفاس أرواح السودانيين، وما تبقى من سمعة وكرامة (الجنيه السوداني) الذي كان ذات يوم يساوي (3) دولارات، كما أننا لن نطالب بإقالة الوزير لأن (البدلاء) من شاكلته وربما أسوأ وأضل، لكننا نسأل الله تعالى وهو اللطيف الخبير أن يلطف بعباده المساكين من أهل السودان، إلى أن يتغير كل هذا المشهد العبثي المأساوي الماسخ إلى ما يحب ربنا ويرضى لعبيده الصابرين.