يقال إن المعاناة تولد الابداع.. ولكن قصة أبرار قصة فاقت كل مقاييس المعاناة، لتصل بدرجات معاناتها الى التفوق، فحديث أبرار إن المعاناة تخلي الزول يثبت وجوده وينجح.
بدت أبرار والتي أحرزت المرتبة الأولى هادئة تدهشك بعينيها الحازقتين، وتخفي خلفها كماً هائلاً من المعاناة، فوالدها محمد آدم يعمل رزق اليوم باليوم، وعلى باب الله منذ عشرين عاماً،
وكان يعمل بالزراعة ليقابل متطلبات أسرته الصغيرة، والدة أبرار السيدة قسمة مرحوم العوض، عندما سألناها ونحن نبادلها التهاني، وكيف وصلت أبرار لهذا التفوق قالت لنا: إنها كانت حريصة على تعليم وتفوق أبنائها في المراحل المختلفة، لكن أبرار كانت دائماً تقول إن المعاناة (بتخلي الزول يثبت وجوده ونجاحه).
أما صاحبة النجاح الباهر- أبرار- كانت لها حكاية أخرى مع النجاح ترويها وهي تغالب دموعها المنهمرة بغزارة، حين توجهنا لها بالسؤال عن كيف حققت هذا النجاح وماحكاية البطارية؟
تقول أبرار كنت أذاكر بالبطارية لأننا ليست لدينا كهرباء، وكثيراً ما أجد معاناة أثناء المذاكرة فأخلد الى الراحة قليلاً ثم اواصل، في الصباح الباكرعقب صلاة الفجر وحتى موعد الذهاب الى المدرسة التى تبعد حوالى ثلاثة كيلو مشياً على الأقدام.. ومدرستي تسمى مدرسة الزهراء بقرية ابو حراز الشرقية.. وجدت الكثير من التعاون من أسرة المدرسة وخاصة المعلمين أحمدعثمان منصور، وأحمد الشيخ بكلية أبوحراز.
أبرار سمعت بخبر نجاحها من خلال الجيران لأنها لا تملك تلفزيونا، كما أن البيت ليست به كهرباء، وتمنت أن تلتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم.
صحيفة ىخر لحظة