النيل الأزرق وضياع حق الغلابة 1

* وقبل أن نكتب عن خطوة تأسيس قناة فضائية جديدة يملكها رجل الأعمال المحترم حقاً وجدي ميرغني (بمفرده) بحثاً عن شاشة تحقق نسبة مشاهدة عالية لتظفر بكعكة الإعلانات المحدودة ومنافسة قناة النيل الأزرق (التي يملك وجدي أكثر من نصف أسهمها) في حين سيضيع (الحق العام) الذي هو ليس ملكاً للحكومة ولكنه (ملك للغلابة والمساكين من مسحوقي بلادي) الذين يكابدون تحت هجير الشمس في انتظار من يأتي (ليشاركهم) حتى يكبروا معه؛ لا من يمشي عليهم بجبروت ماله؛ وسطوة إدارته حتى يتم (تشميع القناة) وتحويل كوادرها للشاشة الجديدة، مع أن اسم وجدي في عالم المال والأعمال أنصع من هذه الخطوة التي ستحسب عليه ما بقي من دنيا الاقتصاد؛ وستخصم من رصيده لآن فيها من التجاوز ما يقترب من السقوط في بئر الفساد..!
* قبل الكتابة عبر عدة حلقات حول هذا الأمر دعونا نعود بكم للوراء قليلاً ونقف أولاً عند مقالين سطرناهما قبل عامين عندما رفضت الدولة شراكة وجدي فقد دافعنا يومها عن حق الرجل في أسهم اشتراها من حر ماله، والآن ذات الواجب الأخلاقي يحتم علينا الدفاع عن مصير أسهم الغبش من أبناء بلادي..!
* قلنا في هذه المساحة يوم (28 مايو 2014) بالحرف الواحد:
* إن الغضبة العارمة التي اعترت مدير الفضائية السودانية و(رئيس مجلس إدارة قناة النيل الأزرق) محمد حاتم سليمان لشراء رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني لأسهم الشيخ صالح الكامل في قناة النيل الأزرق البالغ نسبتها 54% ليس لها ما يبررها، وحديثه عن عدم مشاورته لا قيمة له طالما أن شيخ صالح عرض علي التلفزيون شراء حصته فلم يجد منهم رغبة جادة، فطرح أسهمه في السوق فتقدم رجل معروف بقدرته المالية وأكمل الصفقة ليمتلك أكثر من نصف قيمة الفضائية..!!
* إذا لم يُخطِر الشيخ صالح الكامل تلفزيون السودان بالمُشترِي وهويته، ولم يكن راغباً في الإفصاح عن الصفقة قبل إكمالها، ولدى محمد حاتم تحفظ يجب أن يقوله لشريكه القديم إن وجد عنده انتباهة وإصغاء، وليعلم أن المشتري (الذي دفع دم قلبه) همه الآن إعادة الصياغة والوقوف على التفاصيل حتى ينطلق العمل، ولا وقت له ليهدره في الخواطر و(الجقلبة والزعل)..!!
* يتحرك محمد حاتم الآن بمذكراته ويبعث للمسؤولين والنافذين في حزبه برجاءاته آملاً في عودة الحال لما كان عليه، وهذا أمر بات مستحيلاً فالحديث الآن لأوراق الملكية والمستندات الثبوتية..!!
* سيطرة قادم جديد على النيل الأزرق ستحجم نفوذ وقبضة محمد حاتم الذي سيخسر (بقرة حلوب)، وكل من تهمه مصلحة القناة حقاً سيبارك مقدم (الشريك الوطني الجديد) لأن الخطوة تعد بمثابة طوق نجاة لقناة بدلاً من السير في الطريق الذي يجعلها تصبح مؤسسة بعد أن أضحت مجرد (نقاطة) لمحمد حاتم يسعى بما تدره من أموال ناتجة عن مشاهدتها العالية لإخفاء بعض تشوهات فشله الإداري في تلفزيون السودان بعد رحلة حافلة بالإخفاق والتدهور ومليئة بالعيوب والثقوب..!!
* نصيحتنا للأخ وجدي ميرغني (المالك الجديد) أن يسعى لتطوير القناة وتحويلها لمؤسسة، ولا أعتقد أن من ضخ (أموالاً مقدرة) في هذه الصفقة سيبخل بالصرف على رفع مستوى التأهيل، وتحسين بيئة العمل، وزيادة أجور العاملين بالقناة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة فضعف المرتبات جعلها تفقد الكثيرين ممن فضلوا الهجرة لقناة الشروق – قبل ضائقتها المالية الأخيرة – وغيرها من القنوات والمؤسسات..!!
* الخطوة الأولى التي ينبغي تنفيذها بحسم بغية إجراء إصلاحات جذرية تتمثل في وقف استنزاف القناة، والكف عن تحويل دخلها لإيراد مجنب والتعامل معها كحصالة دون الصرف عليها إن لم يكن بدعمها فعلى أقل تقدير بتركها في الوقت الراهن تسعى للنمو بمدخلاتها..!
* تحتاج القناة لمتطلبات عمل أساسية وزيادة لعدد الكاميرات وأجهزة الإضاءة و(المكسرات) ووحدات المونتاج ومختلف الآليات، وغيرها من (عدة الشغل) الأساسية التي تمثل المحرك الأساسي لكل قناة فضائية..!!
* لا أحد يصدق أن بقناة النيل الأزرق استديو واحداً (يتيماً) قام بتأسيسه الشيخ صالح الكامل عند انطلاقة بث القناة قبل سنوات طوال يتم من داخله تقديم كل البرامج، ولا يزال الأستديو المغلوب على أمره يبحث عن أخ ورفيق طيلة تلك السنوات ولكن للأسف دون جدوى..!
* التسويق يمثل عصب نجاح كل قناة، وحجم الإعلانات دليل واضح على ارتفاع نسبة المشاهدة، وأعتقد أن دخول (شريك ما شفقان على التلقيط) سيرفع من قيمة الإعلان ويمنح إدارة التسويق فرصة تطوير العمل وتقديم أساليب ترويجية جديدة بأفكار مغايرة تُدِر على القناة دخلاً أكبر وتجعلها في وضع أفضل..!
* القناة تحتاج لغربلة و(نفضة برامجية) وتقديم الأفكار علي برامج التسويق الباهتة التي لا تحقق عائداً ذا قيمة، وتحول القناة الي شاشة باهتة وعقيمة..!!
* أعتقد أن إقناع حسن فضل المولى بالاستمرار مديراً للقناة بتراكمه الخبروي الكبير وحسه الفضائي العالي النبرة وعلاقاته الممتدة وارتباطه الوجداني بالمحطة في ظل المتغيرات الجديدة سيمنحه فرصة تقديم أفضل ما عنده، لا سيما وأن الرجل أبدع في ظل ظروف صعبة ووضع طارد..!!
* أخيراً: نأمل أن يقدم محمد حاتم مصلحة الإعلام السوداني والبلد والقناة على ذاته الفانية.. و(بلاش إزعاج وفرفرة وعكننة مزاج)..!!
….
* تلك كانت حروفنا يومها، ولكن ما أقدم عليه الشريك الجديد كان صادماً للجميع؛ وغداً نحكي بالتفصيل.
نفس أخير
* الأمر الهين بضيِّع الحق البين!

Exit mobile version