مَن لا ماضٍ له لا مستقبل له، ونحن أمة تأكل تاريخها وحضاراتها ومجدها، ولا تقيم له وزناً للتالد الطريف ولا إرث القديم، كل تفكيرنا في الحاضر فقط، وموارد آنية تملأ الخزائن، وتغطي الحاجات الآنية، أنهم قد وضعوا جامعة الخرطوم في رؤوسهم، الجامعة التي تمثل التاربخ والمجد، وسرعان ماراغوا عندما أرادوا الاستهجات لهذه الخطوة بادعاء نقل الكليات الطبية فقط الى جوار مستشفى سوبا الجامعي..
الحكومة عزيزي القارئ الكريم مادامت وضعت فكرة بيع في رأسها وبيع هذه (الحتة)، فلن تتوقف مساعيها، سيبيعونها عاجلاً أو آجلاً، لذا فإننا ندعو لحملة شعبية استباقية سريعة لجمع المال عبر التبرعات الفردية، لنضع مبلغاً وقدره عشرة جنيهات فقط على كل مواطن سوداني لكي نشتري منهم الجامعة، ونتركها تراثاً سودانياً غير قابل للبيع.
عشرة جنيهات من كل فرد، ليس مبلغاً قليلاً، فلنرَ كم تريد الدولة ثمناً لهذه الأرض ولنجمع المبلغ ونفدي جامعتنا من الضياع اليوم قبل الغد، فإن تراثنا أغلى من أن يُهدر.
إن جامعة الخرطوم من المعالم التي نعتز ونفتخر ونضاهي بها في العالم أجمع، بمبانيها وموقعها، فهي تاريخ وأصل من أصولنا، فكيف نفرط في بيع أصلنا، فهي منبع العلم والحضارة وهي من المعالم البارزة التي نضعها في خارطة السودان، لذا علينا جميعاً أن نتكاتف لجمع هذا التبرع حتى نفدي جامعتنا الجميلة من الضياع والبيع في سوق النخاسة.