رجل الأعمال الصيني “جان شي فو” يدير بالخرطوم أعمالاً تجارية كبيرة، هو رجل متواضع ويأمل في أن يكون مثل رجل الأعمال والبر والإحسان “عبد القادر حاج الصافي”، لذلك سمى نفسه “حاج الصافي الصيني”.
ويقول لـ(المجهر) إن أول زيارة له للسودان كانت في العام 1980م، وزار خلال إقامته المستمرة منذ ذلك التاريخ كل مدن السودان، بل له في بعض المدن أعمال وأصدقاء وذكريات.
ولا يخفي “حاج الصافي الصيني” حبه الكبير لأهل السودان.. قال: (أنا أحب السودان جداً.. أحب أهله الطيبين.. أحب أكله الشعبي خاصة ملاح النعيمية). وأشار إلى أنه اعتنق الإسلام قبل (23) عاماً، وأعجب جداً برجل الأعمال السوداني “عبد القادر حاج الصافي”، الذى عندما أعطاه الله الخير بذله لأهله.. وبعد إسلامه سمى نفسه “حاج الصافي الصيني”.. وأضاف ضاحكاً: (يعني ما الأصلي التقليد).
ورجل الأعمال “عبد القادر حاج الصافي أحمد” من مواليد شمبات 1904م، والدته المرحوم “آمنة بلال”، وكان والده من أشهر تجار السودان.. والتحق “عبد القادر” بمدرسة تدريب الإدارة (كلية غردون) عام 1925م، وتم تعيينه في وظيفة (نائب مأمور) بعد تفوقه وحصوله على المرتبة الأولى، وكان جل عمله في كردفان، وعاد للخرطوم وعمل مأموراً لأم درمان، ثم مدير مديرية بوزارة الداخلية، وختمها بالمديرية الشمالية حتى أحيل للمعاش عام 1956م.
ولـ”حاج الصافي” زوجتان، “أسماء الصديق محمود” وأنجبت له “صلاح، “حفية”، “بثينة”، “علوية”، “محاسن” و”سيف الدولة”.. والزوجة الثانية هي حاجة “النية عبد الرحمن” وأنجبت له “كمال”..
اشترى “حاج الصافي” أراضي زراعية شرق شمبات هو و”الشيخ محمد علي”، كانت جزءاً من غابة المسكيت التي زرعها الإنجليز لحماية مدينة بحري من رياح الشتاء العاتية وحوّلها بـ(فكره المتقد) إلى مدينة سكنية.
وبعد اكتمال تخطيطها عرضها مالكوها للبيع للسكن الفاخر، فظهرت (الصافية) للوجود عام 1953م عندما افتتح الرئيس “إسماعيل الأزهري” أول بئر ارتوازية حفرها “حاج الصافي”.
وأسس “عبد القادر حاج الصافي” أول مدرسة للبنات في شمبات عام 1938م حين كتب طلباً للمفتش مستر “سيمسون” فخاطب حاكم الخرطوم بمقترح “حاج الصافي”، الذي التزم بإحضار كشف بأسماء البنات، وبالتزام زوجته بالتدريس لمدة عام حتى تعين الحكومة معلمات مع تبرعه بالمقر.
كما أسس “عبد القادر حاج الصافي” شفخانة عام 1939م وسعى لتطويرها حتى أصبحت مركزاً صحياً افتتح منشآته الجديدة الرئيس “جعفر نميري “26 مايو 1981م، وتطور حتى أصبح “مستشفى حاج الصافي” عام 1986م، بعد أن تبرعت أسرة “حاج الصافي” بمساحة (8) آلاف متر لإنشاء امتداد المستشفى.
وانشأ “حاج الصافى” سينما الصافية بالمشاركة مع “باسيلي بشارة”، على أحدث طراز وقتها، في تزامن مع بناء أكبر مساجد الصافية (مسجد حاجة النية)، وافتتحه الدكتور “عون الشريف قاسم” وزير الشؤون الدينية والأوقاف إبان حكومة “نميري”. وزارت (الصافية) عام 1972م الأميرة “آن” ابنة ملكة بريطانيا، ملبية دعوة عشاء في منزل “عبد القادر حاج الصافي” خلف قسم شرطة الصافية.
لذا ولتاريخ “عبد القادر حاج الصافي” الناصع أطلق الصيني “جان شي فو” على نفسه اسم “حاج الصافي الصيني).
المجهر