ﻭﺍﻵﻥ ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻗﺮﺍﺋﻲ ﺍﻷﻋﺰﺍء ﺃﻁﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻳﻞ ۱۹۸٥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ۱۹٦٤ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺣﺔ ﺑﻨﻈﺎﻣﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻭﻣﺎﻳﻮ ﻭﻟﻨﻘﻞ ﺭﺋﻴﺴﻴﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺑﺔ ﻻﺯﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺸﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻬﺪﻫﻤﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻹﻁﺎﺣﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺳﻮﺍء ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺮﺯﺕ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﻜﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﻭﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ؟ ﻭﻟﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻭﻣﺎﻳﻮ ﺣﻘﻘﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻮ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺎﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺼﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻌﻆ ﺑﺘﺠﺎﺭﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﺎﺣﺖ ﺑﻬﺎ ﻭﻻﺣﻆ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺮﺣﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎﻁﻒ ﻣﻊ ﺃﺣﺰﺍﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﺯﻋﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻻ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻬﻢ ﻭﺯﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻳﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﺋﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﻓﺾ ﺍﻻﺋﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻭﺍﻹﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺧﺺ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.. ﺇﺫﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻭﻻ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻲ ﻭﻻ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻬﻞ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺳﻨﻤﺎﺭﺱ ﻧﻔﺲ ﻧﻬﺞ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺗﻤﺮﺩ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻓﺸﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻡ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﺁﺧﺮ؟ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻭﻻ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻟﻺﻁﺎﺣﺔ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺑﻨﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﺸﻠﻨﺎ.. ﺛﻮﺭﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺳﻮﺍء ﺑﻘﺮﺍﺭﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﻣﻦ ﺃﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺃﺟﻨﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔ.. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺤﻮﺍﺭ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻭﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭﻣﻨﺘﺞ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ.. ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺼﺒﺮ.
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻟﻮ ﻁﺎﻟﺖ ﻣﺪﺗﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻘﺪ ﻣﻜﺜﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻁﻮﻳﻼ ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ.. ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺮﺍﻓﻪ ﺃﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻛﻨﻜﺸﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺳﺮﺍﺏ ﺑﺪﻋﻢ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ… ﻓـ(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ.. ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ) ﺣﺎﻛﻤﻴﻦ ﻛﻨﺘﻢ ﺃﻡ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﻮﻡ ۱۹۸٥ ٤- ۱۲ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺷﺎﻻ ﺑﺎﻟﻔﺎﺷﺮ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ ۱۹۸٥ ﻭﻧﺸﺮﺗﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ.. (ﺣﺎﺷﻴﺔ: ﻻﺣﻈﺖ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﻋﻼﻣﻲ ﺭﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻓﺎﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺷﻌﺐ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻨﻮﺓ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭﺍ، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﻤﻴﺮﻱ ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺲ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻫﺎﺟﻢ ﻟﻲ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺻﺪﻓﺔ (ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻴﺰﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ۱۹۸۹ ﻭﺃﺟﺮﻳﺖ ﻣﻌﻪ ﻟﻘﺎء» ﺻﺤﻔﻴﺎ ﺳﺎﺧﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ (ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ) ﻭﻁﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺭﻩ ﻳﻮﻣﻴﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ۲۹- ﻳﻮﻧﻴﻮ ۱۹۸۹ ﺑﺒﻼﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻓﺘﺤﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭﺃﻁﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻲ ﻣﺸﻜﻮﺭﺍ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﺎﺽ.. ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻭﻣﺒﺠﻞ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ..