ولد الهادي عبدالرحمن المهدي عام(1918م). وعرف الرجل بأنه قائد ديني عظيم وزعيم لطائفة الأنصار وسياسي سوداني شهير ،كان إماما الأنصار، والده الإمام عبد الرحمن محمد أحمد المهدي. والدته السيدة بخيتة مصطفى إبنة عمدة الشوال بالنيل الأبيض ، تخرج في كلية فكتوريا الجامعية بلندن..
تولى إدارة دائرة المهدي، واختاره شقيقه الأكبرالإمام الصديق المهدي بمجلس الشورى الذي كونه لإدارة شؤون الأنصار بعد وفاته وذلك لحين اختيار الإمام عن طريق الشورى..
تقلد إمامة الأنصار بعد وفاة الإمام الصديق بناء على مقترح من السيد عبد الله الفاضل المهدي، ولكن حدث اختلاف كبير، داخل حزب الأمة بعد ذلك حول صلاحيات الإمام داخل الحزب وانشق الحزب على إثرها، بين جناحين ،جناح الإمام الذي كان يرى لإمام الأنصار مطلق الصلاحيات داخل حزب الأمة وقد كان ذلك الفريق بزعامة السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء قبل الانشقاق، وبين فريق آخر ،يقوده ابن أخيه الصادق المهدي رئيس الحزب، وكان يرى أن القرارات داخل الحزب وداخل هيئته البرلمانية ، يجب أن تقوم على أساس ديمقراطي، مع الاكتفاء بدور الراعي للإمام ،ويجب أن يتقيد بما ورد في مذكرة الإمام عبد الرحمن المهدي بهذا الخصوص ، والتي أصدرها إثر خلاف مماثل عام 1950م،
. بعد الانشقاق وقفت غالبية الهيئة البرلمانية مع رئيس الحزب، وصار رئيسا للوزراء..
خاض حزب الأمة انتخابات 1966م منشقاً ثم عاد وتوحد في عام 1969م. وعند قيام مايو 1969م تزعم الإمام الهادي معارضته وقاد أحداث الجزيرة أبا التي انتهت بالمجزرة الشهيرة التي عرفت بأحداث الجزيرة أبا وحوادث ودنوباوي في مارس 1970م.
بعد تلك الأحداث الدامية مباشرة اتجه الإمام الهادي للهجرة شرقا، فعثرت عليه شرطة الحدود بالقرب من قرية “أونسة” التابعة لمدينة الكرمك في الحدود السودانية الأثيوبية مع جماعة من المرافقين، وأطلقت عليه النار،قبل معرفة هويته،لظن الشرطة انهم من المهربين، وبعد معرفة هويته ،تم تبليغ سلطات الخرطوم وصدرت الأوامر بتصفيته ،فترك لينزف حتى الموت واغتيل رفيقيه ،وكان ذلك في 31 مارس1970م ودفنوا جميعا سرا حيث أن النظام العسكري ، لم يعترف بقتله حينها ولم يعرف مكان دفنه إلا في عام 1986 ، بعد انتقاضة رجب أبريل ،حيث نقلت رفاته في موكب مهيب إلى قبة الإمام المهدي بأمدرمان.رحمه الله رحمة واسعة.
صحيفة اخر لحظة