{هل يعلم السيدان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ومحافظ البنك المركزي كم بلغ سعر (الدولار) أمس في السوق الموازية ؟
واضح أنهما لا يعلمان أو لا يريدان أن يعلما ..!
{مع دخول موسم استيراد الكثير من السلع لشهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، ارتفع الطلب على الدولار من التجار المتوجهين إلى “الصين” ودول أخرى، ومع زيادة الطلب في ظل عجز البنوك عن توفير النقد الأجنبي أو حصر توفيرها لقلة من المحظوظين، يقفز (الدولار) بالزانة وتتبعه بقية العملات، ثم لا يهبط مرة أخرى بعد انتهاء الموسم وهذا هو الأهم !!
{ولو أن الإدارة الاقتصادية المسؤولة في البلاد تنبهت وراقبت ورصدت وتابعت مؤشر الطلب في السوق على (الدولار) منذ وقت مبكر لأمكنها السيطرة على حركة النقد الأجنبي بضخ كميات منه في الوقت المناسب، مع تحديد الأولويات في السلع وإيقاف استيراد الكماليات التي تستنزف موارد البلد الشحيحة من العملات الصعبة.
{لكن الوزارة والبنك المركزي في وادٍ والسوق في وادٍ آخر، ولهذا كان لابد أن تظل وتيرة الارتفاع مستمرة بمستويات غير معقولة تنذر بكارثة اقتصادية وخيمة.
{وإذا كانت الجهات التنفيذية المسؤولة عن الاقتصاد في الدولة قد وقفت عاجزة عن فعل شيء تجاه هذا الانهيار المستمر، فالواجب أن تتحرك قيادة الدولة والحزب الحاكم للنظر في معالجة هذه الأزمة المستفحلة والبحث بصورة عاجلة في كيفية إيقاف هذا النزيف.
{كم كان سعر (الدولار) في السوق عندما قدم السيد “بدر الدين محمود” للوزارة، وكم سعره اليوم ؟! أرجو أن يحسبها وحده قبل أن يحسبها الناس .
{ما يحدث في ملف النقد الأجنبي بالسودان، أمر غريب وشائك تتداخل فيه الكثير من الجهات وتؤثر عليه عوامل عديدة وسياسات متقاطعة ومصالح متضاربة .
{فإلى متى تظل الدولة متفرجة على هذا الانهيار المستمر؟!!