مياه الخرطوم .. إمتحان «صيف بلا قطوعات»

ما تزال معاناة قطوعات المياه في صيف العام الماضي عالقة في أذهان كثير من سكان ولاية الخرطوم، فقد تجاوز سعر برميل المياه مائة جنيه في بعض الأحياء الطرفية بالولاية، وقبل أن يفيق سكان الولاية من صدمة القطوعات فاجأتهم حكومتها بزيادة بنسبة 100% في تعريفة المياه ، الولاية التي زادت التعريفة آلت علي نفسها أن لا يشهد هذا العام اي قطوعات، ورفعت شعار (صيف بلا قطوعات)، وأن المياه أصبحت صناعة وتوفيرها ليس بالأمر اليسير، بالأمس القريب دعا وزير البنى التحتية المهندس حبيب الله بابكر وسائل الإعلام للوقوف ميدانياً على ماتم انجازه من وعود قطعتها حكومة الولاية على نفسها،

فكانت البداية بزيارة محطة مياه جبل الأولياء التحويلية، والتي قطعت شوطاً مقدراً وبحسب إفادات مهندس المشروع فإن العمل تجاوز بها الـ(% 50) ومن المتوقع انجازه في بداية مايو المقبل.
حديث وزير البنى التحتية بولاية الخرطوم المهندس حبيب الله بابكر، لم يكن ببعيد عن حديث مهندس المشروع، عندما أعلن عن اقتراب دخول محطتي مياه جبل الأولياء التحويلية والحلفايا، محطة جبل الأولياء والتي ستغطي منطقة جنوب الخرطوم (الاندلس والكلاكلات) سيتم الفراغ منها خلال شهر مايو المقبل، بعكس ما كان محدداً لها خمسة أشهر كمدة تنفيذية، ولكن استشعاراً بضرورة توفير المياه خلال فصل الصيف، فقد تم تقليص مدة العمل من خمسة أشهر الى (50) يوماً، وللايفاء بما تم الالتزام به بجعل شعار (مشروع صيف بلا قطوعات) شرعت إدارة المياه في العمل في محورين يشمل الأول خطة إسعافية لمقابلة صيف هذا العام، وأخرى استراتيجية لإنهاء مشكلة المياه نهائياً بالولاية، تتمثل في تكملة المشاريع المستمرة وتأهيل المحطات القائمة، مع رفع كفاءة المحطات النيلية، وتشييد محطات مدمجة بكلفة تقديرية تبلغ (630) مليار بالقديم.

شبكة الإسبستس:
وبالمقابل قال الوزير حبيب الله: هناك عقبات واجهت تنفيذ شعار ضيف بلا قطوعات، ولكن تم تجاوزها، مبيناً أن خطة العام الحالية قائمة على إنشاء محطات نيلية، وأضاف أن الولاية لطالما مطلة على أكثر من(400) كيلو متر على ضفاف نهري الأبيض والأزرق فضلاً عن نهر النيل، فمن باب أولى أن ينعم مواطنوها بمياه نقية وعذبة من النيل، وهو ما يجري العمل فيه من خلال استبدال مياه الآبار بالمياه النيلية، حفاظاً على البيئة وعلى مخزون المياه الجوفية، فضلاً عن إحلال الشبكات لتقليل إهدار المياه الناتج من تهالك أجزاء من الشبكة، والتخلص من شبكة الإسبستس، وزير البنى التحتية شكر وزارتي المالية الولائية والاتحادية لالتزامهم بتمويل المشروع، وبدا متفائلاً بمستقبل الوضع المائي بالولاية، وكشف عن نيته في إطلاق مبادرة تحمل اسم (المبادرة المجتمعية) أملاً في أن تساهم في حل بعض الاشكالات خلال المرحلة المقبلة.

انتهاء المعاناة:
من جانبة قال مدير إدارة المياة بالولاية المهندس خالد علي خالد إن محطة جبل الأولياء والمصممة بسعة (30) الف متر مكعب ستعمل جنباً الى جنب مع المحطة القديمة لتغطية احتياجات منطقة (الكلاكلة، الاندلس، الازهري)، بطول (25) كيلو متر، والتي نفذت منها (10) كيلو مترات، واعداً بانهاء العمل بالمشروع منتصف مايو المقبل، لافتاً الى أن العمل في المشروع قطع أكثر من (50%)، بكلفة بلغت (55) مليار جنيه بتمويل من بنك فيصل الإسلامي، وبشر أهالي الخرطوم جنوب باقتراب موعد إنهاء معاناة المياه .

حل جذري للانفجارت:
وأضاف خالد إن محطة الحلفايا التي يجري العمل فيها ستصبح بمثابة الحل الجذري لانفجار خطوط نقل المياه، في مناطق شمبات والصافية، والتي كانت الصفه البارزة في السابق، معللاً بأن كسور الخطوط في الفترات السابقة بسبب الضغط الزائد لكميات المياه، التي يتم ضخها من محطة شمبات، مؤكداً أن الهدف من إنشاء المحطة في الحلفايا سيقلل من ضخ المياه السابقة التي كانت سبباً في تعطل كثير من خطوط المياه في منطقة بحري، بالإضافة لتوفير المياه من المحطة لمنطقة شمال الحلفايا، بطول (12) كيلو متر، تم منها انجاز (8) كيلو متر بسعة ( 600) ملم، وتوقع أن يتم انجاز العمل في الثامن من مايو المقبل.

تقرير : عمر دمباي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version