خمسة أيام وليال أربع سيمضيها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في جناحه على ضفاف النيل وفي ممرات مقر الإقامة، ملفات تأتي وتذهب، في صياغة حديثة وأعمق للعلاقة بين الرياض والقاهرة.
وطوال عقود من العلاقة الراسخة، لم تشهد زيارة واحدة هذا الكم من الوقت والفعاليات والعقود المبرمة، ففي كل يوم أكثر من 4 مناسبات كبيرة، وعلى الهامش أنشطة متنوعة تعمل عليها الوفود المصاحبة لضيف مصر الكبير، تصدرها الوفد الاقتصادي بمشاربه كافة، التجارية والاستثمارية والمصرفية، إضافة إلى وفود ثقافية وإعلامية، زادت من صخب أكثر العواصم صخباً.
وعلى مدى الأيام الخمسة، هناك لقاء قمة يومي يجمع الزعيمين، الأول في قصر الاتحادية يوم الوصول، والثاني في المكان نفسه في اليوم التالي الجمعة، والثالث خلال زيارة الجامع الأزهر، والرابع عشاء في قصر عابدين، والخامس تحت قبة مجلس النواب. ويعقب كل لقاء من اللقاءات الخمسة شيء ملموس. منها كلمة مشتركة تبث مباشرة عبر الفضائيات، وتوقيع 15 اتفاقية تنوعت بين الإسكان والتعليم والإعلام والثقافة والزراعة والازدواج الضريبي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والعمل والكهرباء والنقل البحري والموانئ، وحجر أساس لمشروع تابع للجامع الأزهر.
كثافة الحضور السعودي في القاهرة انعكس على صورة قاهرة المعز. أعلام السعودية إلى جانب أعلام مصر ترفرف على أعمدة الإنارة وفوق الجسور، والإعلانات المرحبة بأبي فهد تملأ الصحف وإعلانات الطرق. أما الصحف الورقية فلعناوينها رسائل مباشرة. صحيفة الوطن المصرية قالت على واجهتها: “السيسي – سلمان .. قمة الوعي العربي”، وأضافت في عنوان آخر “التعاون المشترك: تاريخ طويل من وقفة الرجال”.
صحيفة المصري اليوم وضعت على صفحتها الأولى “هدية سلمان: 20 مليار جنيه استثمارات”، وعلى صفحتها الأخيرة “عندما يلتقي الكبار.. الكل يجني الثمار”.
أما عنوان اليوم السابع فكان سياسياً “ملك الحزم يحسم ملفات القاهرة”، وفي عناوين صفحات أخرى كانت الجملة الشعبية “مصر في قلب السعودية”، وعنوان آخر في موضوع مختلف “ملك الحزم في قلوب المصريين”، وعنوان ثالث “زيارة خادم الحرمين قبلة حياة للاقتصاد المصري”.
ومثل كل مرة، ستنعكس ساعات النهار السعودي الأول في قلب مصر على برامجه المسائية.
العربية نت