هي امرأة يستنطقها الشهد خلايا عشق
ويبرقها النحل أذرعاً مترامية النهى
ومستلهمة الآفاق
تقوى الله لديها نجوى
ودعاء المدى في جانبيها
طريقاً للعودة حيث بدأ الفجر
صلاة استخارته عليها
ورسم أضلعاً في فوديها
ونام حتى مطلع الندى
وقاصمة الشهيق..
***
من عينيها لا ينطق البوح إلا جزافاً
ويعتصر الزمن خارطة وجده
شبقاً منتصب العينين
وحينما يلوح أزيز الحلم
في عطرها المسافر بين التقوى
ومعصية الرحيل
ينوء بينها فارس ذو سيف
من قصب وهلام
وبين فولاذ صمتها
يعتلي الموكب سطح ربوة
على ضفاف النهر تموء
والقطط ساكنة
***
ما أحلى همس جرحها
بطرف النافذة
والبدر يستقطب المارة
عند فج الطريق
وبين باب الصفاء
يمتطي نخلها ثمر الحنين
ويأذن جذع راحها أن يتضرع
كفي بدعوة ترتجيها
عند زخة الشجن الموعود
بالرؤيا والجنون
***
من بيتها يخرج المطر
عارياً من سحابه القديم
ويتدثر الغيم بمحبتها
وينفجر صامتاً
كلما أزهر الصهيل سنبلة
والبرق أشفق من تقهقره
في عودة الميلاد حيثما
أتى شهابه الجامح بالتعب
***
هي سنبلة يحتضنها الموج
في ذاكرة البحر
ويعتليها المساء المارق
من عميق النشوة طيراً أبابيل
***
يا حلم كل من نام على وسائد الموت
صاحياً في ضريح العاشقين
كم هزه وله الأسى
والطالعون من دم العصر
نحو خاطر حزين
كوني يا فارسة الرسم بالإيقاع
برداً على إبراهيم
وصلي بين نار القارعة
وركام الشعر في أوجاعه
الظهر الأخير
فالسحرة قادمون
وعصا موسى مضرجة بالانتظار
فلا تبيعي للموج شاطئاً رمادياً
ولا تكوني عند فرعون
أخدوداً من جحيم
فالضياع قادم لا محالة
وامرأة العزيز ثكلى
والذئب ليس بريئاً
من دم الشوق إليك
إن كان مخبؤك الأخير
جباً لصمت طويل..