* وتحدثنا في حلقة أمس عن فساد العام قبل الماضي، وما وصلت إليه شراكة الكوايتة مع التلفزيون بشأن قناة النيلين الرياضية، وصولاً إلي بيع القناة للدوري الممتاز (دون وجه حق) لقمر (عرب سات) الاصطناعي تحت مسمى الرعاية و(تدوير الرؤوس والتروس عكس حركة سير الحقائق مع الطبق الذي تحول 26 درجة شرقاً)..!
* تفجرت العام الماضي أزمة التلفزة السنوية ولم يستطع التلفزيون القومي (واجهة التعاقد والطرف الأصيل) الإيفاء بالعقد المبرم بينه والاتحاد العام لكرة القدم في ظل فشل قناة النيلين (ذراع التلفزيوني الرياضية) في تسويق مباريات الدوري وتحقيق عائد يمكنهم من دفع قيمة التعاقد سنوياً..!
* عدنا لمربع التهديدات والوعيد والتصريحات و(لو ما دفعتوا ما تجيبوا كاميراتكم واعتبروا عقدنا معاكم انتهى)، والنيلين التي جاءتها التلفزة (هبة رسمية) بعد تدخل جهات عليا يخرج المسؤولين فيها للتلويح باتجاههم للقضاء ويقولون أن عقدهم سارياً، و(ما كان يرفع ضغط الرياضيين وقتها أن برمجة الدوري هي السارية بينما لا مكان للتلفزة نتيجة عدم وضوح التعاقد وغياب الشفافية من جهة، وللشد والجذب الذي يحدث من جهة أخرى)..!
* كتلة الممتاز (كيان يجمع الأندية التي تلعب بالدرجة الممتازة) حقوقها تهدر أمام أعينها ولا تملك سوى الصراخ في وجه الاتحاد العام لكرة القدم في الصحف الرياضية، وسماع وعود قادة الاتحاد داخل قاعات الاجتماعات والمشاهد هو المتضرر الأكبر من عدم التلفزة، و(على المتضرر اللجوء للإذاعة)..!
* يعتبر بث مباريات البطولة الأولى في البلاد هو حلم كل قناة فضائية رياضية متخصصة في السودان، لذا كان من الطبيعي أن تعمل قناة (قوون) التي يملكها رجل الأعمال صلاح إدريس على التحرك للحصول على الدوري الذي كان (حصرياً) على شاشة قناتها عند انطلاقة بثها عندما كانت مملوكة للأستاذ رمضان أحمد السيد..!
* (قوون صلاح إدريس) تزيد الأزمة تعقيداً بوضعها العام الماضي لعرض مغرٍ يسيل له اللعاب على طاولة الاتحاد العام.. القناة تريد بثاً حصرياً للدوري نظير 8 مليارات جنيه (ما يعادل مليون دولار آنذاك).. عرض بلغة الأرقام يصعب رفضه وبإمكانه حل إشكالية التلفزة من جهة وزيادة عائدات الأندية من جهة أخرى فصوت كتلة الممتاز المنطلق وقتها عبر وسائل الإعلام قد صم أذان قادة الاتحاد العام..!
* هلل معظم قادة الاتحاد للعرض واعتبروه فتحاً تسويقياً ومكسباً كبيراً فمنذ سنوات والاتحاد يصر على أن قيمة تلفزة الدوري لا تقل عن (مليون دولار) ولو تضاءل سوق الإعلان التجاري حد التلاشي..!
* أمسك أمين خزينة الاتحاد العام أسامة عطا المنان بالقلم ومهر توقيعه أسفل (عقد اتفاق مبدئي) مع قناة قوون لحين التوقيع النهائي في احتفال خاص، فقد اتفق الطرفان على كافة التفاصيل وبشرا بما وصلا إليه من اتفاق ولكن…!
* أجتماع عاصف داخل أروقة الاتحاد العام ينسف الاتفاق من جديد؛ فرئيس الاتحاد د. معتصم جعفر (وقف ألف أحمر) ضد كل ما تم الاتفاق عليه .. أصوات المجتمعين (تحت طاولة) وأحياناً الهمهمات فوقها تعزو رفض معتصم لخلافه الحاد مع مالك القناة صلاح إدريس.. ورئيس الاتحاد يعلل رفضه لمخاوف لا يستبعد حدوثها مستقبلاً؛ فلو تسلموا نصف المبلغ (4 مليارات جنيه) لحظة التوقيع فإنه لا يستبعد أبداً فشل القناة في دفع (نصف المبلغ المتبقي) الأمر الذي يشير إلى انفجار الأوضاع في منتصف الموسم والعودة لدائرة الأزمة من جديد، ومنع القناة من التلفزة، واحتجاجات الأندية و(القصة ذات التفاصيل المعروفة لكم جميعاً)..!
* هل رفض معتصم جعفر عرض قوون نكاية في صلاح إدريس واعتبرها فرصة لرد عملي على الحملة الصحافية الضارية التي كان يشنها ضده رئيس نادي الهلال السابق الذي ترشح لكرسي رئاسة الاتحاد العام وفشل في الوصول إليه؟ هذا سؤال جانبي لسنا معنيين بالإجابة عليه في هذه السلسلة من المقالات و(إن كان إيراده يضع الجميع أمام الصورة الحقيقية للقضية بكل ملامحها وتفصيلاتها وكافة تقاطيعها وقسماتها)..!
* (هناك دوري بلا تلفزة).. أصوات الاحتجاج تعلو نبرات غضبها.. النائب الأول لرئيس الجمهورية يتدخل.. ثمة عقد يتم توقيعه بعد عاصفة من الأحداث و(أرقام غريبة) تظهر في العقود، وعاصفة قوية تهب في اجتماع ساخن في منتصف الموسم الماضي بالاتحاد العام لتخلع أوتاد الثبات، ومعتصم جعفر يعود للتبرير من جديد، وعضو مجلس إدارة الاتحاد عبد الرحمن علي (ابن شقيق أسامة عطا المنان) يشعل النيران في المكان، وحكاوي عن قناة (بي إن سبورت) الفضائية ووعود (رفع الشارة) وغيرها من أسرار هي ما سنطرحه في حلقة الغد بالتفصيل.
نقش أخير
جاتك عشان بلدك كريمة معززة
تملأها زيف نلقى المآسي (متلفزة)..!