{ حالة (غياب) السيد مساعد رئيس الجمهورية “محمد الحسن الميرغني” عن العمل واحتجابه عن مباشرة مهامه بمكتبه بالقصر الرئاسي منذ عدة أشهر، حالة غريبة وشاذة لا تحدث إلا في السودان!
{ وقبل “الحسن” غاب شقيقه السيد “جعفر” مساعد الرئيس السابق عن العمل أيضاً لأكثر من عام، بينما ظل يستمتع بمخصصاته رغم أنه ظل في (وضع مغاضبة) مستمر إلى أن تم تكليف حكومة جديدة بعد الانتخابات وتم استبداله بأخيه، و(الحال من بعضو)، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!!
{ في ذات الوظيفة وبمسمى أقل درجة (“الحسن” عين مساعد أول للرئيس)، وبالمتاح من الملفات والتكاليف يملأ اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” منصب مساعد رئيس الجمهورية طولاً وعرضاً، من منشط إلى منشط يتحرك، لا يهدأ له بال، ولو كلفوه بافتتاح (روضة أطفال) لافتتحها وخاطب الحفل دون أدنى حرج أو تسفيه!
{ استمر “عبد الرحمن” في عمله بالقصر كاظماً غيظه وغضبه ووالده الإمام معتقل في سجن كوبر، واستمر صامتاً وأخته “مريم” في سجن النساء بأم درمان، فأي حرج وعنت واجهه “الحسن” وعلاقة والده وآل بيته مع المؤتمر الوطني وأجهزته (سمن على عسل)؟!
{ قلنا من قبل للسيد “الحسن” إن (الملفات) في حكومتنا تنتزع انتزاعاً ولا توزع بالتساوي وحسب المقدرات واللوائح والقوانين، ولا أحتاج لكثير أمثلة لأستشهد بتدخل (زيد) أو (عبيد) أو جهة ما في عمل الوزارة الفلانية أو المؤسسة العلانية.
{ لو أن السيد “الحسن” يريد أن يخدم بلده بتطوير العلاقات مع أمريكا، ويأنس في نفسه الكفاءة لذلك، فليفعل ومن يقوى على إيقافه ومنعه غير السيد الرئيس وما أظنه يفعل إن تحسس فعلاً واستشعر همة وجدية في هذا المسار.
{ إن الاستمرار في وظيفة مساعد رئيس الجمهورية (بالمراسلة) من خارج البلاد، وضع معيب وغير مألوف في جميع دول العالم، وإن ارتضاها “الحسن” لنفسه وهو شاب ضعيف الخبرة والمعرفة بقوانين الخدمة المدنية، فإنه لا يستقيم ولا يعقل أن تسكت قيادة الدولة ودواوينها الإدارية على هذا (الغياب) الكبير!!
{ كيف تتقدم بلادنا ومساعد رئيسها يظل خارج البلاد سليماً معافى لأكثر من ستة أشهر، وغاب الذي سبقه أكثر من عام دون أن يحاسبه أحد!!
{ الالتزام بنظم الدولة الإدارية أهم من شراكة (المؤتمر الوطني) و(الاتحادي الأصل) غير المنتجة.