مؤمن الغالى : ونسة محفوفة بالجمال (١)

❊ وأصبحت مثل ايليا أبوماضي.. يأساً وجهلاً وقلة حيلة.. وإجابتي على كل سؤال (لست أدري).. وأكتب عن الحزن والأسى والخوف رعباً وإشفاقاً على الوطن، ولا أجد غير زجر وغضب ونعرات حارقة ووصفاً دامياً بالتشاؤم والاحتفال بالظلام والخوف من المجهول.. ثم أكتب في فرح عاصف وفي زهو رائع عن الأمل والتفاؤل وأشدو أحياناً مع ( الهادي آدم)..
غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا..
❊ وأيضاً هذا لا يعجب بعض الأحباب ويغضب بعض الصحاب.. وأصبح مثل ذاك الشاعر الطموح الذي جاب كل مضارب تميم واجتاز كل تلال الملح وتوغل في أحشاء الربع الخالي و(عفصت) حوافر فرسه كل حبة رمل في تلك البيد التي دونها بيد.. ولم يقبض سوى الريح.. وأخيراً سالت دماؤه تغرغر وهي تتسرب في تلك الصحراء الموحشة في جزيرة العرب.. هو ابن الحسين المتنبيء الذي قال:
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه
إني بما أنا باك منه محسود
❊ وندخل الى أصل الحكاية.. وقبل أيام من الآن كنت قد بدأت سلسلة من الحلقات ونثرت حروفاً وكلمات.. متسربلة بالأمل.. منتعشة بالأحلام… متدثرة بروعة الآمال ونافذة مشرعة (الضلفات) بل هي مثل شرفة التاريخ التي كتبها (الفيتوري) في عرس السودان( التي أبدع فيها) وردي (ورفعت راية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال..) اجتاحني فرح طير طليق بل بتَّ فيَّ بهجة ومسرة الأطفال في العيد وأنا أرى رايات (الأخوان) قد إنطوت راية بعد راية، وطبولهم وقد انشرخت طبلاً إثر طبل.. وهي تودع في مخازن النسيان، حيث لا يستطيع كائن من أنس أو جان أن يدق ذاك الجدار الذي لن يلين هوناً ولن ينشطر..
❊ احتفلت بكوكبة من (العسكر) وهم يتسنمون أرفع المناصب في الدولة.. ليعود الإنضباط الى الوطن ولنهتف كما كنا (زمان) الضبط والربط انتمى .. كنت أراهن في ثقة من كسبي الرهان بأن فجراً جديداً سوف يطل على الوطن.. وأن وجهاً جديداً سوف يسفر عن الإنقاذ، وهي في (طبعتها) المنقحة. .. اجتاحتني آمال وأحلام الإنفراج والجنرالات الذين لا يميزون بين مواطن ومواطن.. سوف يحلون أصلاً في كابينة قيادة كان على دفتها لمدى ستة وعشرين سنة وتزيد الأحبة الأخوان.. كنت سوف أورد أمثلة حية تنبض عن إصلاح قد بدأ عاصفاً مدوياً قام به بعض الجنرالات وفي الفضاء سحب حتماً ستمطر..
❊ وقبل جريان نهر العسل الذي نبع من بحيرتي بحيرة التفاؤل.. إذا بحبيب وصديق يهاتفني.. بإختصار فقد هاتفني أحد الأحبة بل أحد أخلص الأصدقاء الى روحي وقلبي وعقلي.. هاتفني في رصانته المعهودة.. وفي نبله الأصيل وفي ثقافته تلك التي بلا (قيف) ولا ساحل.. هاتفني مندهشاً متعجباً ولا أقول غاضباً أو مذعوراً..
وبكرة نبدأ….

Exit mobile version