حدثتني الشابة المنتجة لواحد من برامج الفضائيات أنها دخلت في ضفورها وكادت أن تبكي والفنان الشاب الذي التزم بالحضور لمباني الفضائية لبرنامج مباشر يتخلف عن الحضور في آخر لحظة، متحججاً بأعذار واهية رغم أنه يعلم الورطة التي يمكن أن يدخل فيها البرنامج والقناة وهو يضعها في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه، وقد كان بإمكانه الاعتذار مبكراً وبالتالي الحصول على بديل مناسب يسد الفرقة طالما أن سيادته لديه ظرف طارئ، لكن الشاب الما قام من (الحفرة) ظن نفسه فناناً ضخماً لا يمكن أن يتنازل ويتصل بالمُعِدة وانتظر حتى اللحظات القاتلة ليعلن انسحابه من البرنامج.. ودعوني أقول إن عدم الالتزام هو واحد من العيوب التي يفرزها غرور صبياني وشعور بالتضخم يصيب بعض الفنانين ويطنون أن الفنان بس مجرد صوت جميل وأداء يطرب ويرقص، لكن شخصية الفنان ومبادئه وأسلوبه في الحياة وتعامله مع الآخر مكون رئيسي لتجربته الفنية، لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن إنتاجه الغنائي أو رصيده في بنك الألحان.
ودعوني أقول أيضاً إن بعض الفنانين والفنانات للأسف يعتقد أن احترامه للآخر والتزامه بالمواعيد تنازلات ينبغي عليه ألا يقدمها، والفنان عشان يكون كبير لازم يطنقع ويرفع قزاز، يأتي آخر الحضور ويخرج أولهم، ويظن أن هذا الفعل يمنحه قدراً من الفخامة والهالة والمسكين لا يعلم أن الجهل والجهالة (مغطياه) من رأسه حتى أخمص قدميه!
بالمناسبة بعض الفنانين والفنانات وقد كنت شاهدة على ذلك وفي بداية مشوارهم الفني يكونون غاية في البساطة والدماثة، وينعكس ذلك حتى على تعاملهم مع جمهورهم لكن ما أن يصيبهم قسط من الشهرة وضعفه من المال (إلا ويركبوا ماكينة) ويتنكروا للجمهور الذي منحهم صك البقاء ومواصلة المشوار، ويبدأ مسلسل التعالي ورفع النخرة ورد السلام بطريقة (هتلرية) فيها كثير من الجفاء واللامبالاة، لكن الأكثر ألماً أن بعضهم (وما في داعي لذكر الأسماء) يتنكر حتى لمن صنعوا بداياته الأولى ووقفوا إلى جانبه مساعدين وداعمين بالأفكار والنصائح وربما الكلمات والألحان، لكن ما أن يشب أو تشب عن الطوق إلا ويبدأ مسلسل جزاء سنمار ونكران الجميل وكأن الواحد أتولد هكذا نجماً بكل ما يحمل من بريق وألق.
لكل ذلك أقول لبعض الفنانين والفنانات إن الالتزام والاحترام وجهان لعملة واحدة، هي وحدها المعترف بها في سوق كبير العرض والطلب فيه على قفا من يشيل، لكن يبقى الفيصل والمحك والفرق في الفنان الذي يدرك أن رسالته مزيج من المبادئ والأخلاق والصدق الداخلي!!
{ كلمة عزيزة
صحيح جاء قرار رفع قيمة الدية قراراً موفقاً من رئيس القضاء أعاد للإنسان ما يستحق من قيمة وما عاد مقابل حياته ثمناً بخساً والقيمة ترتفع من (30) ألف إلى (330) ألف جنيه.. لكن دعوني ألفت نظر السيد رئيس القضاء أنه كان ينبغي أن يفصل تماماً ما بين الجرائم الجنائية والقتل الذي يحدث نتيجة حوادث مرورية باعتبار أن الأخير غالباً إن لم يكن دائماً هو قضاء وقدر، ولا أظن أن هناك أحداً مارق من بيته وناوي (يدقش) زول ويقتله، وبالتالي لابد من تفصيل قانون خاص بالمرور خاصة وأن شركات التأمين الآن شبه متوقفة بعد ارتفاع قيمة الدية مما لخبط حسابات الجهة المؤمنة والجهة المؤمن لها!! فهل يخضع هذا القانون لدراسة مستوفية وحقيقية من أصحاب الخبرة في المجال القانوني حتى يستوفي القرار كل أركانه العدلية؟!
{ كلمة أعز
في ظل تضارب المعلومات الذي تعيشه مؤسساتنا في أبسط القضايا قال وزير التربية والتعليم الولائي في تصريحات صحفية إن الطلاب (الغشاشين) كانوا يستعملون هواتف نقالة، ثم عادت الوزير الاتحادية لتقول في تصريح آخر إن الطلاب الأجانب تم ضبطهم بتقنية حديثة ليست معهودة في هذا المجال، وأنا في انتظار تصريح ثالث يقول إن الطلاب المفتحين كانوا متواصلين بالقمر الصناعي.. يا جماعة الله قولوا الحقيقة كاملة اللولوة ما حبابا!! وبعدين ده أول غش وآخر غش، أقصد أول حب وآخر حب!!